HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

الحدث النفطيّ فِلذة من فلذات الرئيس عون الرؤيويّة والاستراتيجيّة (بقلم جورج عبيد)

26
FEBRUARY
2020
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

قفز لبنان نحو النور بأقدام متهلّلة مع إيذان فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال عون بالحفر في البلوك رقم 4، ليدخل لبنان بعد حين نادي الدول المنتجة للنفظ والمصدّرة لها. ليس هذا اليوم للفرح فقط ولكنه أيضًا للفرج، الذي يفترض أن يلي حقبة الاختناق التي يعيشها كلّ لبناني بفعل الأزمة الماليّة والاقتصاديّة الخانقة، والتي يرتج لبنان ويرتجف من تداعياتها وانعكاساتها.

منذ أكثر من عشر سنوات كشفت دراسات عديدة بأن شواطئ الشرق المتوسّط الممتدة من فلسطين المحتلّة إلى اللاذقية ورأس شمرة راسية على صفائح من نفط وغاز، كما أنّ البقاع الشماليّ بامتداده نحو حمص وحماه وصولاً إلى الحدود السوريّة-العراقيّة تحوي بدورها صفائح نفطيّة، أو مساحات نفطيّة واسعة وغنيّة. وللأمانة التاريخيّة فإنّ العالم اللبنانيّ الدكتور غسان قانصو رحمه الله، كان أوّل من اكتشف أن لبنان أرض نفطيّة بامتياز، والمساحة النفطية ممدودة نحو العمق السوريّ، وكشف ذلك بالوثائق والصور، فتّمت محاربته من أكثر من جهة بسبب اكتشافه وكشفه، فعلا أكثر، وأصرّ بعلمه، لبتجسّد كشفه من النظريّ إلى الفعليّ، ويظهر هذا البلد الصغير غنيًّا بثروات طبيعيّة وفكريّة وثقافيّة، وها هو يزداد غنى بثروته النفطيّة والغازيّة التي ستقوده ليكون وطنًا مصدّرًا للنفط وليس ملقى على قارعة الطريق أو منتظرًا على مفترق طرق.


قبل الإضاءة على هذا التحوّل الجذريّ المحتمل، والمعبّر عنه بكلمة الرئيس عون، لا بدّ من ملاحظة جديرة بالتأمل، حول أسباب الحروب وأهدافها على العراق وسوريا ولبنان. ليست هذه الحروب بلا أسباب ولا أهداف. ذلك أنّ الدول الكبرى، لا سيّما أميركا وروسيا، مدركتان أن المثلّث المشرقيّ الراسي على حدود فلسطين المحتلّة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، رحم للأديان التكوينيّة ومليء بمساحات نفطيّة وغازيّة ما بين البرّ والبحر. فمبقدار ما إنّ حماية الأديان من التطرّف هاجس روسيّ بعكس الهاجس الأميركيّ الزارع للتطرّف والتكفير بدءًا من القاعدة كما ذكرت هيلاري كلينتون في مذكراتها، فإنّ هاحس استثمار الحفر والتنقيب ومن ثمّ الاستخراخ سبب من أسباب التنافس والاحتراب. وإذا ساغ التوغّل بوضوح، فإنّ الحرب على سوريا بالإرادة الأميركيّة-الإسرائيليّة-الخليجيّة، هدفت مع محاولة إسقاط الرئيس بشار الأسد، إلى السيطرة على النفط في الصحراء السوريّة الممتدة من حمص إلى الحدود مع العراق، أي شرق الفرات، وهي بدورها موصولة بالبقاع الشماليّ (هذا واحد من أسباب طلب البريطانيين وضع قوات دوليّة على الحدود اللبنانيّة-السوريّة)، لقد أدرك الروس تلك المثالب، فجاؤوا إلى سوريا ودخلوها، وجعلوا في طرطوس أي على البحر المتوسّط قاعدتهم، حيث بإمكانهم أن يتعاونوا مع الدولة السوريّة بالاستثمار في استخراج النفط من على الشواطئ السوريّة ووصلها بالعراق وجنوبًا نحو طرابلس لبنان، كما العكس أيضًا حيث شركة نوفاتيك بدورها أخذت مصفاة طرابلس، والمعاني هنا مطروحة في الطريق. كما أنّ الحرب الأميركيّة الماليّة على لبنان توازي بأهميتها وخطورتها الحرب على سوريا سنة 2011، وهي تنطلي على أهداف سبق أن أوجزناها من على موقعنا هذا، ومنها الاستئثار باستثمار الثروة النفطيّة والغازيّة عبر الحفر والتنقيب والاستخراج والتصدير. التطويق الماليّ إلى كونه ظهر عقابًا بأذرع لبنانيّة على تبنّي العهد لمقاومة حزب الله وسلاحها بوجه إسرائيل، فهو إمعان في الضغط المكثّف لكي يقبل العهد على وجه التحديد بعدم حفر البلوك 9 وإعادة النظر في تلزيمه لصالح إحدى الشركات الأميركيّة المتخصّصة، وعدم الانكباب على مسألة ترسيم الحدود النفطيّة مع إسرائيل.


من ذاق فكر ميشال عون وقرأه عموديًّا فهم أنه متأتّ من تصميم استراتيجيّ ورؤيويّ نما عنده طيلة مرحلة النضال. لقد كشف في خطابه، أنّ هذا المسعى ليس وليد لحظات قريبة، بل سطع في عقله منذ أن عاد إلى لبنان من منفاه الباريسي سنة 2005. "لقد كنت على يقين، منذ عودتي إلى لبنان بعد سنوات المنفى، في العام 2005، أنّ هذا الحلم لكثير من المخلصين يجب أن يتحقّق. وكان التزامنا من خلال تكتّل "التغيير والإصلاح" النيابيّ الذي تراسته لسنوات، والوزارات التي تولينا تحمّل مسؤولياتها، ولا سيّما وزارة الطاقة التي تسلمها الوزير جبران باسيل والذين تعاقبوا من بعده، أن نعمل ليل نهار ومن دون هوادة، هذا الحلم الذي سأطلقه يوم غد بكلّ اعتزاز". وأشار السيد الرئيس، كيف أن هذا الحدث كان من المفترض أن ينطلق في العام 2013، وقد تعثّر وتعذّر إطلاقه بسبب الصعوبات الداخليّة من سياسية واقتصادية، وبسبب الأحداث في المنطقة، فأهميّة الحدث يكمن في العمق الجيو-سياسيّ، وهو ما سيعزّز عناصر القوّة عندنا. التصميم الاستراتيجيّ في فكر الرئيس ورؤيته، جعله يقفز فوق كلّ تطويق ممنهج، مع إصرار شركة توتال الفرنسيّة المدعومة من الحكومة الفرنسيّة ومن الرئيس إيمانويل ماكرون، بعدم الاستجابة للرؤية الأميركيّة فيما خصّ لبنان، لتقوم بعمليّة الحفر، ومن ثمّ التنقيب والاستخراج، الذي سيستمر بضعة أشهر.


وبعد، هل يستطيع أحد المجاهرة وبوقاحة وسماجة بأنّ عهد الرئيس عون مليء بالإخفاقات على حساب النجاحات؟ من المؤسف جدًّا أن لا يشير أحد، إلى أن هذا العهد عينًا يتعرّض لحرب أميركيّة-إسرائيليّة عليه، تشارك بها بعض الدول العربيّة والإقليميّة، وبأذرع لبنانيّة. عدم الإشارة بحدّ ذاتها تكشف ارتفاع منسوب الخيانة والتواطئ. ذلك أنّ الحرب عل سوريا لم تهدف إلى إسقاط رئيسها فقط بل هدفت بجوهرها إلى إسقاط لبنان، والحرب المالية على لبنان، لم تهدف إلى إسقاط عهد الرئيس وتشديد العقوبات على حزب الله فقط، بل هدفت لإسقاط لبنان مع إسقاط مفهوم الدولة والكيان، وإرغامه بالقبول بتوطين اللاجئين السوريين والنازحين الفلسطينيين، لأن لبنان وبالمفهوم الأميركيّ، وكما عبّر مرة ألكسندر هيغ، وطن عبور لهم باتجاه الشرق الأوسط وللاستثمار الماليّ والنفطيّ، وليس وطنًا كيانيًّا ونهائيًّا بالمفهوم اللبنانيّ-الميثاقيّ والحقيقة الدستوريّة. والوطن-العبور، وبالمفهوم الأميركيّ هو الحامي بالفوضى الخلاّقة المستعرة على أرضه لديمومة إسرائيل الآحاديّة والاقتصاديّة.


أهميّة الحدث، أنّه تمّ في عهد الرئيس ميشال عون، المحارب من كلّ الجهات الخارجيّة والداخليّة على السواء. إنّه قمّة النجاحات المنتظرة والمحقّقة في هذا العهد عينًا، بوجه زجّه في رزمة إخفاقات لم يقترفها، بل جاءت كنتائج للمخالفة أو مجموعة مخالفات تحولت إلى حروب جانبيّة كمحاولة لطمس تصميم الرئيس على تحقيق الهدف. كره الكثيرين للعهد ولجبران باسيل سببه أنّ الأخير له الفضل الأكبر بالتحفيز على هذا الاستثمار مستفيدًا من رؤية الرئيس الاستراتيجيّة للبنان الغد. ويتبيّن بفعل ذلك كم أنّ البون بات شاسعًا بين مدرسة ميشال عون النهضويّة على كلّ المستويات لا سيّما الماليّة والاقتصاديّة وبين الحريريّة السياسيّة التي رمت بلبنان على قارعات الدول وحولته إلى بلد متسوّل. مدرسة ميشال عون نجحت وستنجح أكثر بأخذ لبنان تدريجيًّا نحو الاقتصاد النفطيّ المنتج بعد رزوح طويل له تحت ثقل الاقتصاد الريعيّ وعبئه، الذي أوصله إلى مديونيّة بلغت ال130 مليار دولار أميركيّ. الاقتصاد النفطيّ المنتج بالإضافة إلى ما يمكن ارتقابه من وثبات على المستوى الاقتصادي الأعمّ سيحدّ حتمًا من مديونيّة البلد تدريجيًّا بل سيحرّره منها، بفضل رؤية الرئيس عون وتصميمه على اقتحام الحجب السوداء والسميكة متخطيًّا قساوة الظروف التي يمرّ بها لبنان. بهذا التصميم نجح العماد بتحرير لبنان من الإرهاب وإرساء قانون انتخابات متوازن وعصريّ، وسيكتب التاريخ بأنه في عهده تم اكتشاف النفط والغاز وحفر المكعبات والتنقيب والاستخراج ليتحول لبنان بعد ذلك من السقوط إلى الوثبات المضيئة.


وإلى اللقاء مع حدث مجيد آخر يتوّجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في عهده من أجل خلاصنا ونجاحنا أجمعين وإنقاذ اللبنانيين من الفقر المهين، فينقلنا إلى الهناء الثمين فيكون لنا اقتصاد متين فنقيم في السلام الأمين ويتحقّق بنا النصر المبين، ألا كان لنا المولى خير معين، إلى دهر الداهرين، آمين.

جورج عبيد ,
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •