مقدّمة برنامج "ضروري نحكي" مع داليا داغر:
على إمتداد سنة ونصف سنة كاد تعثر تشكيل حكومة أن يخنق البلد ويرميه في الإنهيار. سمعنا كثيرا عن الإرتطام الكبير لكننا لم نعلم: ارتطمنا أم لم نرتطم. ما أدركناه أنّ الحكومة تشكّلت، وما أملناه أن تكبح السقوط العمودي.
قليلة وواقعية كانت الوعود الرسمية، تمسّكنا بها علّها تعيد ترتيب بعض آمالنا المحطّمة. كانت الحكومة تحضّر لإستعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي فأتتها الضربة من ملف تفجير مرفأ بيروت. اعترض الثنائي الشيعي على عمل المحقق العدلي، هدّد الوزير- القاضي الحكومة بإسمهما بلغة غير مألوفة ولا تأتلف مع طبيعة عمله.
اعترض رئيس الجمهورية على الأسلوب والمضمون ضاربا بيده على الطاولة. رفض التهديد والوعيد وأنهى جلسة كانت كفيلة بشلّ عمل السلطة التنفيذية، بانتظار مخرج قد يتأخّر وقد لا يأتي.
في الشارع كان المخطّط جهنميا! لعبة الدم حصدت ضحايا ومتألمين، وحرّكت الذاكرة الجماعية بمشاهد مرعبة أعادتنا بساعات خمس الى ذكريات الحرب الأهلية. إنتهى الإشتباك على خطوط التماس. إستغَلّ من إستغَلّ، تواطؤا وتناغما، فيما الدماء لا تزال مرمية على قارعة الفتنة.
انتهى الإشتباك لكنّ الأطفال الذين اختبروا الرعب سيبكرون وفي لاوعيهم أزيز الرصاص تحت طاولات الدراسة، تماما كما نشأنا نحن وفي لاوعينا صور وتجارب مريرة من الزمن الميليشيوي الكريه.
لم تعد تهمّنا التفاصيل، فالرصاصة التي تُطلق على الوطن قاتلة من أينما أتت!
وبعد، ماذا سيحصل أكثر؟
هل طارت الحكومة، هل ستطير الإنتخابات؟ هل يبقى بلد؟ كلّها أسئلة مشروعة، أسئلة بحجم الوجود، في وقت يتلهّى لاعبون صغار بكيفية حصد حفنة من الأصوات الإنتخابية، بالدم تارة، وباستهداف من يتصوّرونه العدوّ المسيحي الأكبر تارة أخرى.
بعد مقتلة الطيونة، سأل الزعيم متهكّما: هل تبقّى من شباب في التيار، فأتاه الجواب سريعا في ذكرى 13 تشرين.
في حلقة "ضروري نحكي" لهذه الليلة نناقش العناوين السياسية مع النائب في تكتّل لبنان القوي زياد أسود. ونستضيف في المحور الاوّل رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة السيدة كلودين عون روكز لنناقش معها اقتراح الكوتا النسائية ومشاركة المرأة في الحياة السياسية.