اكتسب المسار الرئاسي زخماً جديداً بعد قرب التوصل إلى اتفاق حول جهاد أزعور، في وجه سليمان فرنجية كمرشح فرض. ذلك أن القوى السياسية التي تقاطعت عليه، وبغض النظر عن اختلافاتها وانقساماتها، كسبت ورقة جديدة في شد الحبال الرئاسي، بعدما أسقطت ذريعة الخلاف بين القوى المعارضة لفرنجية، وتحديداً الأحزاب الممثِّلة لغالبية المسيحيين.
ويتنامى هذا المكسب مع الزيارة اللافتة بمعناها للبطريرك الراعي إلى الفاتيكان حيث التقى أمين سر الدولة بييترو بارولين، والذي نقل إليه الرفض المسيحي العارم لفرنجية، كما يفترض ببكركي أن تفعل. ذلك أن كسر الإرادة المسيحية تجاه رئاسة الجمهورية، من شأنه إعادة عقارب الساعة إلى أعوام التسعينات، والتي لم يَخبِرها المسيحيون فحسب بكوارثها الميثاقية والسياسية والإقتصادية، بل جميع اللبنانيين.
وقد صدرت اليوم إشارات من مسؤولين كتائبيين ونواب "تغييريين"، تصب في خانة تأكيد التوافق العريض على أزعور. وتوازياً، يعقد منذ الثالثة والنصف تكتل "لبنان القوي" اجتماعاً هاماً لمناقشة الملف الرئاسي وآخر ما توصل إليه التفاوض مع القوى السياسية المؤيدة لأزعور.
وعلى خط آخر، أتى رد وزير العدل هنري خوري على محاولات التلاعب من قبل حكومة نجيب ميقاتي المستقيلة بأموال رياض سلامة في الخارج، صاعقاً بالوقائع التي فنّد فيها كل الإتهامات التي سيقت من قبل الجوقة الإعلامية – السياسية المطبّلة لسلامة، ضد المحامين الذين تم التعاقد معهم في فرنسا حفظاً لأموال الدولة. وكان تأكيد خوري أنه لن يتراجع قيد أنملة في هذا الملف، دافعاً لميقاتي للإتصال بخوري وتأجيل الجلسة الحكومية التي كانت مقررة في الغد لبحث هذا الموضوع.
وعلى خط قضائي آخر، رد المجلس الدستوري الطعون بقانون التمديد للبلديات، أما أمنياً فقد انتهى لبنان من كابوس خطف مواطن سعودي، عبر عملية أمنية لافتة ودقيقة لمخابرات الجيش اللبناني في الشراونة، أفضت إلى إطلاق المخطوف في الهرمل.