HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

ما حقيقة العنف الطائفي في نيجيريا؟

3
NOVEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

أثارت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتدخل العسكري في نيجيريا، تحت ذريعة حماية المسيحيين من العنف الطائفي، تساؤلاتٍ بشأن حقيقة الأوضاع الأمنية هناك، وما إذا كان هناك فعلاً اضطهاد للمسيحيين، في ظل معاناة الدولة الواقعة غرب أفريقيا من إرهاب متزايد منذ أكثر من 15 عاماً.

وقال ترمب في منشور على «تروث سوشيال»، السبت: «إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين، ستوقف الولايات المتحدة فوراً كل المساعدات لنيجيريا، وقد تذهب إلى هذا البلد مدججةً بالسلاح للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة».

وردت نيجيريا، الأحد، برفض التهديد الأميركي، وقال متحدث باسم الرئاسة النيجيرية إن الولايات المتحدة لا يمكنها تنفيذ أي عملية عسكرية داخل نيجيريا من جانب واحد، استناداً إلى ادعاءات بتعرض المسيحيين للاضطهاد في البلد الواقع غرب أفريقيا. وأوضح دانيال بوالا، المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو، لـ«أسوشييتد برس»، أن هذا التهديد العسكري الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستند إلى تقارير مضللة، ويبدو أنه يندرج ضمن «أسلوب ترمب القائم على استخدام القوة لفرض الجلوس إلى طاولة حوار وبدء النقاش».

وكان الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو قال في بيان، السبت، إن «وصف نيجيريا بأنها غير متسامحة دينياً لا يعكس واقعنا الوطني»، قبل أن تُعلن الرئاسة النيجيرية في بيان آخر، الأحد، ترحيبها بمساعدة الولايات المتحدة لها في «مكافحة الإرهاب».

وتعجب الباحث النيجيري في الشأن الأفريقي سنوسي حامد من «المزاعم الأميركية» حول العنف على أساس الدين في نيجيريا، وتجاهل أن «ما يحدث في البلد الجارة ويطول بلاده (النيجر) أيضاً هو توغل لجماعات إرهابية متعددة الجنسيات منذ نحو 15 عاماً، ويقع أكثر ضحاياها من المدنيين مسلمين ومسيحيين»، بالإضافة إلى «نزاعات أخرى على الأراضي الزراعية أو خلافات ما لكن يتم إبرازها من البعض على أنها حوادث طائفية». وأشار إلى أن نيجيريا دولة «فيدرالية أي أن كل إقليم فيها يحكم نفسه، ويشكل المسيحيون غالبية سكان إقليمها الجنوبي، الذي ينتمي إليه رئيس الدولة أيضاً».

واعتبر حامد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تصريحات ترمب تتعامل مع المسيحيين في نيجيريا وكأنهم رعايا أميركيون وليسوا مواطنين نيجيريين، ما يعد تعدياً على سيادة نيجيريا، ويعكس نيات سياسية لها للتدخل بهذه الذريعة في شؤون البلاد وانتهاك سيادتها»، لافتاً إلى أهمية نيجيريا الاقتصادية إذ تعد واحدةً من أكثر الدول إنتاجاً للنفط في أفريقيا.

وتتوغل في نيجيريا، خصوصاً في الولايات الشمالية، وحتى النيجر وتشاد، جماعات إرهابية متعددة وفق الباحث في الشأن الأفريقي، في مقدمتها «بوكو حرام»، وتنظيم «داعش».

وأعربت نيجيريا، الأحد، عن ترحيبها بمساعدة الولايات المتحدة لكن في حدود «مكافحة الإرهاب». وقال المتحدث باسم الرئاسة دانيال بوالا: «نرحب بالمساعدة من الولايات المتحدة ما دامت تعترف بسلامة أراضينا»، وفق «رويترز»، مشيراً إلى أنه «بحلول الوقت الذي يجتمع فيه هذان الزعيمان ويجلسان فيه، ستكون هناك نتائج أفضل في عزمنا المشترك على مكافحة الإرهاب».

وجاءت التهديدات الأميركية غداة إعادة إدراج الولايات المتحدة لنيجيريا في قائمة «الدول ذات الاهتمام الخاص»، الجمعة، وهي الدول التي تصنفها واشنطن على أنها ضالعة في انتهاكات للحريات الدينية، وتضم الصين وميانمار وكوريا الشمالية وروسيا وباكستان.

وكانت اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية أوصت في تقريرها الصادر في أبريل (نيسان) الماضي، بضم نيجيريا لهذه القائمة، قائلة إن «المسيحيين النيجيريين يواجهون انتهاكات منهجية ومستمرّة وخطيرة لحرية المعتقد». وسبق وضمت الولايات المتحدة نيجيريا إلى هذه القائمة في عام 2020، ثم أزالتها في العام التالي.

وانتقد الباحث النيجيري في «معهد الدراسات الأمنية»، تايوو حسن أديبايو، فشل السياسات الرسمية في بلاده في مواجهة الإرهاب، ما أدى إلى التهديد الأميركي، مؤكداً أن الإرهاب يطول «المسلمين والمسيحيين» هناك. وقال إديبايو، عبر صفحته على «فيسبوك»، الأحد، إن انتقاد ترمب لنيجيريا (...) لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لفشل الإدارات النيجيرية المتعاقبة في حماية المواطنين، وإظهار قيادة حقيقية في مواجهة موجات القتل الجماعي المستمرة، قتل يطال المسلمين والمسيحيين، الرجال والنساء، في كل مكان».

ويدعم أعضاء في الكونجرس الأميركي روايات العنف الطائفي ضد المسيحيين في نيجيريا، وكذلك منظمات مدنية. وسبق وقدرت الجمعية الدولية للحريات المدنية، وهي مؤسسة تعني برصد العنف الطائفي ضد المسيحيين النيجيريين، ويقع مقرها في الجنوب حيث الأغلبية المسيحية، أن «نحو 32 مسيحياً نيجيرياً يقتلون يومياً خلال عام 2025»، وفق تقرير صادر عنها في أغسطس (آب) الماضي.

ويدحض الباحث النيجيري هذه الروايات قائلاً إن «جماعات مسلحة وإرهابية وعصابات ومتطرفين ومجرمين آخرين يرتكبون في نيجيريا مجازر بحق المواطنين الأبرياء، وغالباً ما تلتزم الحكومة الصمت أو تكتفي بتصريحات باهتة»، مؤكداً أن «الأمر لا يقتصر على المسيحيين، رغم أنهم الضحايا الرئيسيون في منطقة الحزام الأوسط، حيث لا يكون الدافع دينياً بالضرورة؛ فالمسلمون والتجار والأطفال والنساء جميعهم ذُبحوا».

الأمر نفسه أكده المحلل المختص في شؤون أفريقيا في مؤسسة «أكليد» الأميركية لاد سروات، لوكالة الصحافة الفرنسية، قائلاً إن «عنف الجماعات الجهادية في نيجيريا أعمى». وأظهرت بيانات للمؤسسة الأفريقية أن الضحايا المسلمين تفوق أعدادهم المسيحيين أحياناً، «فقد قضى 52915 مدنياً في اغتيالات سياسية محددة الهدف منذ عام 2009، ويشمل الرقم المسلمين والمسيحيين». وتشير البيانات إلى وقوع ما لا يقل عن 389 حالة عنف استهدفت المسيحيين بين عامي 2020 و2025، أوقعت 318 قتيلاً على الأقل. وخلال الفترة نفسها، استهدف 197 هجوماً مسلمين، أسفرت عن 418 قتيلاً على الأقل، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جانبه، يرى الباحث السوداني في الشأن الأفريقي محمد تورشين أن التلويح الأميركي بورقة «الطائفية» محاولة للضغط على الحكومة النيجيرية، في ظل توترات للأوضاع بين البلدين، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات النيجيرية الأميركية غير مستقرة منذ عهد الرئيس السابق محمد بخاري، حين رفضت الولايات المتحدة مده بالمعدات العسكرية اللازمة لمواجهة الإرهاب، وتدهورت العلاقات أكثر حين استعانت الحكومة النيجيرية السابقة والحالية بالصين وروسيا لعقد صفقات تسليح، ما أثار حفيظة الولايات المتحدة، التي تسعى حالياً للضغط على نيجيريا بهذه التهديدات».

الشرق الأوسط
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING