A
+A
-أدى التطور المستمر لفيروس SARS-CoV-2 إلى ظهور العديد من المتغيرات المثيرة للقلق التي تؤثر بشكل كبير على الصحة العالمية.
وبحثت دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة هلسنكي وجامعة شرق فنلندا وجامعة توركو في الطرق المعقدة التي يتفاعل بها فيروس كورونا (SARS-CoV-2)، مثل متغيرات دلتا وأوميكرون، مع خلايا الإنسان للسيطرة على وظائفها.
وتعد هذه الدراسة مهمة لأنها تهدف إلى فهم كيفية تلاعب هذه المتغيرات بعمليات الخلايا المضيفة، ما يوفر رؤى أساسية قد تؤدي إلى تطوير علاجات مضادة للفيروسات مستهدفة. وهذه المعرفة أساسية في المعركة المستمرة ضد "كوفيد-19" وفي الاستعداد للتهديدات الفيروسية المستقبلية.
وتمكن فريق البحث من إنشاء قاعدة معرفية تسمى Hijackome، والتي توضح كيف يستغل فيروس SARS-CoV-2 مسارات خلوية معينة.
وقال البروفيسور ماركو فارغوسالو من جامعة هلسنكي: "اكتشفنا طرقا محددة يتحكم بها الفيروس في خلايا الإنسان للانتشار وتفادي دفاعاتنا المناعية. ولكل متغير حيلته الخاصة، وأظهرت أبحاثنا كيف تعمل هذه الحيل بالضبط. إن رسم خريطة شاملة لتكتيكات الفيروس مهم لأنه يظهر الأماكن التي يمكننا تطوير أدوية لوقف الفيروس من الانتشار في أجسامنا. معرفة هذه التفاصيل يساعد في خلق علاجات تعمل مع متغيرات مختلفة للفيروس."
وقام البروفيسور أنتي بوسو والدكتورة إينا بونر من جامعة شرق فنلندا بتطوير نهج حسابي في المشروع، ما سمح بتحديد وتقييم البروتينات الجديدة التي يمكن استهدافها بالأدوية لمحاربة عدوى "كوفيد-19".
وتقدم هذه النتائج خطوة نحو الطب الشخصي من خلال تسليط الضوء على الفروقات الخاصة بكل متغير وأهداف علاجية محتملة لتقليل تكاثر الفيروس.
وقالت الباحثة سيني هوسكونن: "قد تؤدي نتائجنا إلى علاجات أفضل تجعل عدوى كوفيد-19 أقل حدة. ويساعد هذا البحث أيضا في تحضيرنا لتفشي فيروسات مستقبلية من خلال إظهار ما يجب استهدافه في الفيروس."
وتمهد هذه النتائج الطريق لتطوير أدوية يمكنها حجب تفاعلات SARS-CoV-2 مع خلايا المضيف، ما يقلل من شدة العدوى ويدعم جهود الصحة العامة.
وتعد هذه الدراسة جزءا من الجهود العالمية الأوسع لتطوير العلاجات المضادة للفيروسات. من خلال كشف كيفية عمل الفيروس داخل خلايا الإنسان، يمكننا تطوير طرق أفضل لحماية الناس من العدوى الشديدة، خاصة مع ظهور متغيرات جديدة.
نشرت الدراسة مفصلة في مجلة Cell Discovery.