أعلنت دولة الإمارات، امس الخميس، تسجيل أول حالة إصابة بسلالة "1.بي" الجديدة من فيروس جدري القردة، وذلك وفق ما أفادت به منظمة الصحة العالمية. وتأتي هذه الإصابة بعد يومين من إعلان ولاية نيويورك الأميركية تسجيل أول حالة مماثلة، مما زاد المخاوف العالمية بشأن انتشار هذه السلالة غير المعروفة بعد، وفقًا لوكالة "رويترز".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في آب الماضي حالة طوارئ صحية عامة عالمية للمرة الثانية خلال عامين، بعد تفشي الفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية وامتداده إلى دول مجاورة. ويعكف العلماء على دراسة المتحور الجديد لتقييم مدى خطورته وقدرته على الانتشار بين البشر.
جدري القردة هو فيروس يسبب أعراضًا تشمل الحمى والطفح الجلدي، وعادة ما يكون المرض خفيفًا، رغم وجود سلالتين رئيسيتين تختلفان في مدى شدتهما:
سلالة الكونغو: وهي الأكثر خطورة، حيث تصل نسبة الوفيات الناجمة عنها إلى 10٪ من المصابين.
سلالة غرب إفريقيا: وهي أقل فتكًا، مع معدل وفيات لا يتجاوز 1٪ من الحالات.
وينتقل الفيروس عادة عبر الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة، لكنه قد ينتقل أيضًا بين البشر من خلال ملامسة الجلد أو الإفرازات التنفسية. ورغم أن الفيروس اكتُشف لأول مرة لدى القرود عام 1958، إلا أن القوارض تعتبر المضيف الحيواني الرئيسي له.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة المغربية، الخميس، تسجيل أول حالة إصابة بجدري القردة لرجل في مدينة مراكش، مؤكدة أن حالته الصحية مستقرة ولا تدعو للقلق. ويشكل الانتقال السريع للفيروس تحديًا للخبراء، إذ ظهرت بعض الحالات في المملكة المتحدة دون صلة وبائية واضحة بين المصابين، مما يزيد الغموض حول آلية تفشي المرض.
يثير فيروس جدري القردة قلق علماء الفيروسات، كونه ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية، المعروفة بسرعة انتشارها، رغم أنه يسبب مرضًا أقل حدة مقارنة بالجدري التقليدي، الذي تم القضاء عليه عالميًا من خلال التطعيم بحلول عام 1980. ومنذ ذلك الحين، تم التخلص التدريجي من لقاح الجدري، مما قد يزيد من فرص انتشار الفيروسات الجدرية المستجدة مثل جدري القردة.