A
+A
-يُعتبر لبنان بحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين من اكثر البلدان استقبالاً لنازحين ولاجئين، وفيما هو يمر اليوم باصعب ايامه الاقتصادية منذ اكثر من مائة عام، لم يعد المجتمع الدولي يلتفت اليه كما كان مع بدء الأزمة السورية.
ومع وجود هذا الكم الهائل من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، تلهث عدة اطراف خارجية ومحلية إلى استغلال أوضاعهم المعيشية بغية الاستفادة من أعدادهم في تنفيذ اجندات معينة، حيث لا يصار الى استنذاف الطاقم البشري الاصيل لهذا الطرف او ذاك.
وقد سُجلت عدة احداث في لبنان، تبين ان اطرافها اللبنانيين ما كانوا ليقوموا بها لولا استعانتهم ببعض اللاجئين او النازحين وقد يكون الارهابي احمد الاسير ابرز مثال في السنوات الاخيرة لقيام شخصيات لبنانية باستغلال الاوضاع الخاصة باللاجئين والنازحين بغية الوصول الى مبتغاهم.
اليوم، ومع عودة تسكير الطرقات بالاطارات المشتعلة، مستوعبات النفايات، او الثوار بانفسهم، تعود بنا الذاكرة الى اندلاع ثورة ١٧ تشرين، حيث عملت جميع الأطراف المشاركة على استعمال هؤلاء النازحين واللاجئين في نشاطاتها، ولم يسلم اي طرف سياسي من هذا الاستغلال.
ولم تختصر مشاركة اللاجئين والنازحين على تأمين الاعداد كما حصل في طرابلس حيث قدرت اعدادهم بالالاف بل تطورت مشاركة هولاء النازحين واللاجئين الى التخطيط والمساهمة في قيادة بعض الأنشطة او المواقع الرئيسية في الثورة.
ولم تكن محافظة الشمال الوحيدة في استخدام النازحين واللاجئين، فعلى سبيل المثال، شهدت محافظة جبل لبنان مشاركة كثيفة لهؤلاء، ففي الناعمة، كان لافتاً مشاركة اللاجئ عبد اللطيف م.، المعروف بتأييده للارهابي احمد الاسير، بقيادة تنظيم قطع الطريق بطلب مباشر من احد وزراء طرابلس السابقين، وذلك بالتنسيق المباشر مع الشيخ عمر غ. الذي اشتهر اسمه في عملية نقل انتحاري الشويفات في سيارته في العام 2014.
اما في اقليم الخروب، فقد تولى اللاجئ زياد.د مهمة قطع طريق اوتستراد جدرا، حيث كان يصار الى رشق السيارات المارة بالحجارة، كما سُجل اكثر من عملية فرض خوات على السيارات المارة.
في قضائي المتن الشمالي وكسروان، لم تخلو مشاركة سكان مخيم ضبية للاجئين الفلسطينيين في نشاطات الحراك، فهذا المخيم الذي عاد واشتهر في مسلسل الهيبة، كان صمام شعبي لتجمعات جل الديب، وفي تشرين الثاني، وفور انتهاء كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، نزل الثوار الى الطرقات احتجاجاً، وعمل مناصرو القوات اللبنانية على قطع اوتستراد جونية الدولي عند نقطة نهر الكلب، رافعين صور الرئيس الشهيد بشير الجمّيل، والبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وفيما تولى المدعو طوني خ. مهمة الاشراف على عملية البناء، قام 5 فلسطينيين بعملية البناء، احدهم وليد د. المتأهل من سيدة لبنانية، وتدور حوله شبهات تعاطي مخدرات، وعاونه كل من رواد ط.، وج. نعمة، وايوب ن.، وريمون م، وهم جميعهم من سكان مخيم الضبية للائجين الفلسطينيين، فقُطعت الطريق الى حين تدخل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع قيادة القوات، ودعاهم الى فتح الطريق بصورة فورية.
كما لعب خضر خ.، مكتوم القيد بافتعال عدة مشاكل متنقلاً بين طرابلس وجل الديب وساحة الشهداء في بيروت وهو صاحب سوابق، كما يملك فكر سلفي متشدد، وهو شكل بالاضافة الى عدة اشخاص مجموهة مقنعة تتولى اثارة اعمال الشغب كما رشق القوى الامنية بالحجارة والمفرقعات، عرف منها احمد م. المعروف بالخريط الذي سُجن لعدة سنوات لارتباطه بتنظيم داعش الارهابي الذي قٌتل معه شقيقه ربيع في الحرب السورية. كما ضمت المجموعة محمد خ. وبشار س. المنتمين الى نفس التنظيم.
اذاً، وبعد ان كانت "طريق القدس تمر في جونية" العبارة الاشهر ايام الحرب اللبنانية، اصبحت بفضل حائط نفق نهر الكلب "طريق جونية يقطعها اولاد القدس" ولم يبقَ شعار "النازحين جوا جوا" شعار عرضي ومرحلي في فترة الحراك، بل بات مخططاً يطمح مستغلوه من الاستفادة من وجود النازحين من ناحية لملئ الساحات، ومن ناحية اخرى لوضعهم بمواجهة القوى الامنية والجيش الللناني، ناهيك عن تأسيس جمعيات عدة تدعي العمل على مساعدة هولاء اللاجئين، وذلك بغية تأمين الاموال من الخارج، وهذا ما حصل في احد التحركات مع الناشط ربيع ز. الذي هاجمه المشاكرين في الثورة على شاشات التلفزيونات بقبض اموال على اسمائهم، وتركهم في الشارع بمواجهة القوى الامنية دون تأمين طريق العودة لهم الى المخيمات، مروراً بطريق جونية الشهيرة.