بالآونة الأخيرة وبعد الحصار الإقتصادي الخانق الذي طال منطقتنا، تردد على لسان بعض اللبنانيين مقولة
"شوفوا الأردن"، "شوفوا دبي" الخ...
بلفتة أن الدول التي تخضع للهيمنة الأمريكية تزدهر إقتصاديا.
وما من شكٍّ أن سياسة الكيان الصهيوني هي كسب العدد الأكبر من "الأصدقاء" لإسقاط أي فكر مقاوم بوجه مشروعها العقائدي، وواهم من يظن أن طموحات الصهاينة هي فقط طموحات نفطية، مالية، إقتصادية. وبعد التظاهر بثوب الحمل تعود تبرز حقيقة الذئب المستعبد للشعوب حوله، ذئب بأنياب تهجيرية ومخالب إجرامية، لا يروي غليله سوى التوسع وسحق الشعوب دون رحمة.
مشروع عقائدي يرتكز على السيطرة وفقًا للعبارة الشهيرة "من الفرات الى النيل" وذلك كما يذكر الكثير من الحاخامات والرّبّاي اليهود في جلساتهم وطلّاتهم الإعلامية، أن الله لن يكفّ غضبه عنهم إلّا إذا تمّ مشروع التوسع هذا وعدة أمور عقائديّة تابعة له.
وإذا تمعّنا في الخرائط نجد أن المناطق المدرجة ضمن الحدود الحمراء تعيش منذ العام ٢٠٠٢ حروبًا دامية وحصارًا يليه حصارٌ وإمّا توقيع لمعاهدات سلام بشكل مذلّ لا يُعرف له أفق أو مصير.
وهنا أذكر كلام مستشار وزير خارجية إحدى الدول العربية لصديق سياسي لبناني بعدما سأله الصديق ما النفع الذي قد تقدمه إسرائيل لكم، ردَّ المستشار: ما من نفع، لقد تلقينا إتصالًا إمّا توقيع السلام وإمّا مصيرنا سيشبه سوريا و لبنان والخ... .
واليوم نرى محاولات إنقلاب في الأردن وزعزعة للأمن الداخلي، بعدما نشبت عدة مظاهرات في العام ٢٠١٨، طبعا وكما العادة تسمّى بال"ثورات".
وبالمختصر ما هو سبب ما يجري في الأردن اليوم؟
الأردن الذي أخذها بعض من ضعاف النفوس في لبنان كمرجع لتمجيد الفكر التطبيعي، يريد الغرب معاملتهم معاملة السيد للخادم، فبعدما رفضت الأردن القبول بصفقة القرن وقامت بتحدي إسرائيل ديبلوماسيا، كادت أن تعاني من أزمة مدمّرة لولا حكمة الملك عبدالله الثّاني، ولا أعتقد أن عواصف جهنّم ستكفّ عن الأردن، لا بل أعتقد أن الأردن ومصر سينضمان الى مجموعة البلاد التي تقع في مهبّ العاصفة. في ظلّ تغيّر شكل المعركة والمقاربة السياسية في لبنان وسوريا لا بدّ من إيجاد مداخل جديدة لتحقيق بعض الإنتصارات التي عجز اللوبي الصهيوني عن تحقيقها منذ العام ٢٠٠٠ الى يومنا هذا.
ريان أبوزيد
Ryan Abou Zeid