مقدمة "ضروري نحكي" مع داليا داغر:
للحق ألف جولة وجولة، وهو ابتدأ الآن فقط جولاته؛ مع المدعية العامة غادة عون وكل من سيسير على خطاها من القضاة الشجعان. جولات الحق انطلقت مع تأييد وزخم شعبيين لم يعرف لهما مثيل في السابق، وهي مرشحة للاستمرار رغم كل محاولات الفرملة القضائية أولاً ثم السياسية والإعلامية.
وفي المقابل: تضعضع وتزعزع و"تخبيص" وعجز كامل يعبر عنه بأشكال مختلفة من الشتم والإهانات التي تهين أصحابها وتفضحهم.
وما على المتابع سوى أن يعلم أن لكل واحد من العشرة الذين تلاحقهم غادة عون جيش كامل كبير ضخم من المستفيدين منهم، في الأحزاب والإعلام والنقابات ومواقع التواصل الاجتماعيّ والمؤسسات الخيرية وبيوت الدين، ولهم شركاتهم الخاصة بآلاف الموظفين المتفرغين هذه الأيام للرد والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا بدّ هنا من التركيز على نقطتين رئيسيتين:
أولاً، لا استنسابية في أداء غادة عون فهي تدعي على من يجب الادعاء عليه، وفي ملف الفيول المغشوش مثلاً هي لم تميز بين عونيّ وآخر، وليست مشكلتها أو مشكلة الناس إذا كان من هرب أموال الناس ومن يحمي من هرب أموال الناس هم من لون سياسي واحد.
ثانياً إن من يسيس القضاء هو من يسيس كل ادعاء لا العكس، والمعيب أنهم لا يشتكون من تسييس القضاء حين يسكت عن كل الفساد والسرقات لكنهم ينتقدون تسييس القضاء حين يتحرك لاستعادة أموال الناس. القضاء المسيس الخانع؛ قضاء الجوارير، قضاء تبرئة الفاسدين، قضاء البحث عن ثغر قانونية لعدم إحقاق الحق هو القضاء الوحيد المقبول بنظر هؤلاء أما القضاء الشجاع، القضاء الذي يذهب في المعارك حتى النهاية مهما كانت التكلفة فهو القضاء المرفوض منهم والمستفز لهم والمُحارَب.
مع العلم أنها ليست معركة فريق سياسي أو مواطن ضد مواطن آخر؛ معركة غادة عون هي معركة كل مواطن لبنانيّ يريد استعادة حقوقه، معركة كل مقيم ومغترب، معركة المواطنين لا معركة السياسيين، معركة الشعب وثورته.
وكل مواطن جرب طرقاً كثيرة يعلم اليوم أنه الحل الأخير.
الشجاعة غادة عون أعادت الأمل؛ ملاقاة الناس لها في منتصف الطريق ضاعف الأمل؛ وها نحن نبدأ أسبوعاً جديداً بكثير من الأمل؛ لا لن نيأس، لا لن نحبط طالما في هذا الشعب مواطن شجاع واحد. شكراً غادة عون.