كتبت رندلى جبور:
ليست غادة عون قاضية وحسب بل هي قضية. فلقد ساهمت في فرز المجتمع اللبناني إلى مجموعتين من جديد. وبدلاً من 8 و14 آذار، بتنا أمام مجموعة هي مع كشف الجرائم المالية ومجموعة أخرى تخاف من ظهور الحقيقة لأنها متورطة.
وباتت القاضية عون رمز كشف الجرائم المالية وحمل ملفات الفساد وملاحقتها. وساهم الضغط الشعبي إلى جانبها بخفض سقف مجلس القضاء الأعلى الذي لم يعد بإمكانه الذهاب إلى قرار متطرف، فلجأ إلى ما يحفظ بعض ماء وجهه أمام الناس الذين وجدوا أنفسهم تلقائياً يقفون إلى جانب من يريد كشف من حوّل الأموال بالمليارات وحرمهم من ودائعهم، ومن تلاعب بالدولار وجعلهم يخسرون قدرتهم الشرائية، ومن منع تطبيق قانون الدولار الطالبي وجعل الطلاب في الخارج بلا مصروف أو قسط الجامعة.
وأهم ما اكتشفته غادة عون وفق المعلومات، وجعل منظومة الفساد العميقة تفقد صوابها وتشنّ حملة عليها، هو أن السرية المصرفية لا تُطبّق على شركات الصيرفة وتحويل الاموال.
ولذلك عندما اقتربت عون من شركة مكتّف، شعر المتورطون أنها باتت تقترب من الحقيقة. فعدم خضوع شركة مثل شركة مكتّف لأحكام السرية المصرفية، يعني ليس فقط معرفة ماذا يحوي الصندوق الأسود للشركة بل أيضاً ارتباطاتها بالمصارف والسياسيين بعلم من مصرف لبنان. وهنا بيت القصيد. فسقوط حجر مكتّف، يعني تهاوي كل أحجار الدومينو لهذه المنظومة المتصلة ببعضها البعض، ولذلك كان عملاً بطولياً أن تحصل غادة عون على داتا من الشركة وقد بدأ تفريغ هذه الداتا. وليس تحويل القاضي غسان عويدات هذا الملف إلى المدعي العام المالي علي ابراهيم وفق المصادر، إلا محاولة لتمييع الملف وتطييره، إذ إن أي ملف لم يصل إلى خواتيمه السعيدة على مكتب ابراهيم.
أما على من يتهم غادة عون بفتح ملفات باستنسابية، فترد المصادر عبر “Media Factory News” بالتالي:
أولاً: يجب أن تصفقوا لغادة عون لأنها فتحت ملفات فساد كبيرة ووقفت في وجه مافيا خطيرة ومتشابكة، وفتح ولو ملف واحد هو أفضل من عدم فتح أي ملف.
ثانياً: ما ذنب غادة عون إذا كان معظم الفاسدين ينتمون إلى جهة معينة.
ثالثاً: إذا كانت فعلاً من ملفات لدى الفريق الآخر، فليفتحها قاضٍ آخر، ويحط على عين هذا الفريق ونطبق عندها قاعدة ال6 و 6 مكرر التي لا يجوز أن تكون موجودة أصلاً بالقضاء وأحكامه.
وأخيراً تقول المصادر، إن كل المافيا متصلة بserver واحد ومصرف لبنان يعلم بكل شيء، وهذه الصلة هي التي ترعب تلك المافيا، لأن فك خيط بواسطة عدم خضوع طرف للسرية المصرفية، يعني فكفكة كل الخيطان للوصول إلى الحقيقة الكاملة.
MediaFactoryNews