استقبل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب في دارته في كفرمتى، وكيل المرجع الشيرازي حجة الإسلام الشيخ محمد علي الفوعاني، يرافقه مدير مكتبه علي شكر، وتم البحث في عدد من القضايا والمواضيع الروحية والوطنية العامة.
وقد رحّب سماحته بالشيخ فوعاني ومدير مكتبه، معتبراً بأن هذه المرحلة تتطلّب من الجميع التمسّك والتحلّي بالحكمة والعقل، لأن بذلك يمكن أن ننقذ وطننا لبنان في هذه المرحلة الأخطر الّتي يعيشها والّتي لم يسبق لها مثيل منذ قيام الكيان.
وقال سماحته: " ما يعانيه لبنان اليوم، لم نشهده في أصعب الأيام في الحرب، فهذه الأزمة الإقتصادية والنقدية والفوضى العارمة المترافقة مع تحلّل شبه كامل لكافة مؤسسات الدولة، والتراشق السياسي القائم. كل ذلك يستوجب منّا محاولة التدخّل كي لا ننزلق إلى المجهول وكي نحافظ على السلم الأهلي والعيش المشترك. فالأديان إنما وجدت لتهذيب النفوس وتهذيب المجتمعات، لذا علينا التدخّل والتعاطي لإصلاح مجتمعنا بالتوجيه والإرشاد".
وتابع سماحته، قائلاً: "نعاني في لبنان أزمة حكم وأزمة نظام، وهذه هي أساس الأزمات، فكلما أردنا إنتخاب رئيس للجمهورية نبقى سنوات حتى يتم الإتفاق، كذلك الأمر بالنسبة لتكليف رئيس للحكومة وتشكيلها ونختلف أيضاً عند تعيين أي موظف في أي فئة أو درجة كانت. هذا النظام لم يعد يصلح أن يكون نظاماً سياسياً قابلاً للإستمرار في هذا البلد. ومن أجل ذلك علينا أن نصارح بعضنا البعض، وأن نقول الحقيقة وألا ندع الشعب يدفع هذه الفاتورة القاسية من وقت لآخر نتيجة الكيد السياسي وفشل النظام. فالأمير طلال ارسلان تحدّث منذ سنوات عن ضرورة عقد مؤتمر تأسيسي يعيد إنتاج النظام، كذلك سماحة السيد حسن نصر الله تحدّث عن ضرورة قيام عقد سياسي جديد، وبعد ذلك تحدث البطريرك الراعي عن أهمية قيام عقد سياسي وإجتماعي جديد. ونحن بدورنا قلناها مراراً ونكررها بأن الحل يكمن بصياغة عقد جديد، فهذا هو الحل الأنسب والأثبت للخروج من الأزمات المتتالية والّتي يدفع ثمنها دوماً الشعب المسكين، وما نشهده في الآونة الأخيرة هو خير دليل على ذلك. مع الرجاء بأن تكون الأيام الفضيلة القادمة وعيد الأضحى المبارك الخلاص لوطننا وشعبنا".
من جهته قال الشيخ فوعاني: "تشرّفنا اليوم بزيارة سماحة شيخ العقل، وسررنا بالإستماع إلى رأيه وكلامه النابع من صرخة ووجع الناس، ونحن بدورنا نؤيد كل ما قاله سماحة الشيخ تأييداً كاملاً. وبرأينا الحل اليوم هو بالقيام بحملة توعوية لمجتمعاتنا تبدأ من الفرد إلى المجتمع الضيق فالمجتمع الأوسع. فما يحصل في لبنان هو نتيجة وليس سبب، السبب يكمن في مكان آخر." وتابع قائلاً: "القاسم المشترك بيننا جميعاً كلبنانيين هو قاسم العيش المشترك، ونحن كمسلمين علينا أن نوجه رسالة إلى العالم بأن ديننا هو دين الرحمة والأخلاق".
وختم الشيخ فوعاني: " يسرني أن أنقل لسماحتكم سلام وتحيات المراجع الكرام الّتي تشرفت بوكالتهم وتمثيلهم، وهم في مدينة قم المقدسة المرجع السيد صادق الحسين الشيرازي والمرجع السيد تبريزي، وفي كربلاء المقدسة المرجع السيد الحائري وفي النجف الأشرف المرجع السيد محمد السند، داعين أن يحفظكم الله ويحفظ لبنان، ومنوهين بمواقف سماحتكم ومواقف الأمير طلال ارسلان صاحب المسيرة الوطنية والقومية المشرّفة".
وقدّم الشيخ فوعاني لسماحة شيخ العقل كتاب "الأدوار النهضوية للمرجع السيد صادق الحسين الشيرازي".