بقلم سمير مسره
"نحنا بحاجة الى رئيس جمهورية استثنائي". برأي من يردد من السياسيين والروحيين هذا الكلام اليوم يريد الإشارة الى حق يراد به باطل، او بالأحرى يتناسى ان كلامه مستهلك فارغ من اي مضمون مفترضا" ان ذاكرة اللبنانيين قصيرة.
بربكم، الم يكن لدينا في ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٦ رئيسا" استثنائيا" استطاع ان ينسج تفاهمات واسعة مع غالبية المكونات السياسية فكانت نتيجتها انتخابه في مجلس النواب باكثرية تفوق ال ٨٦ صوتا؟ ألم يكن هذا الرئيس المنتخب يمثل بعد طول غياب كل شرائح النسيج اللبناني المتنوع وخاصة المسيحيين منهم؟
ألم يستطيع هذا الرئيس في السنين الثلاث الأولى من عهده ان يسجل إنجازات كبيرة، منها ازالة الخطر الأمني الداهم على الحدود البرية الشرقية ؟ ألم ينجح في فرض التوازن المفقود في السلطة منذ سنين طويلة من خلال قانون انتخاب نسبي؟ ألم يعيد إلى الحكومات المتتالية تقنية انتظام الموازنات السنوية حسب الأصول الدستورية؟ ألم ينجح في آخر عهده بفرض حل لصالح لبنان بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل كي يستطيع وطننا الصغير الاستفادة لاحقا" من ثرواته النفطية والغازية في البحر الأبيض المتوسط؟
نعم عهد الرئيس العماد ميشال عون كان استثنائيا بشخصه وأفعاله اقله في نصفه الأول. ولكنه تحول فجأة إلى حرب إلغاء ضده عندما أعلن في خطابه امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عناوين مسيرته السيادية وهي: لا لتوطين الفلسطينييتن، ولا لبقاء النازحين السوريين, ولا لاحتالال ما تبقى من الارض، ونعم لمحاربة الفساد. ما ان وقف شامخا" على المنصة واعلن عن ذلك، قامت الدنيا عليه ولم تقعد وبدأ الغدر والطعن في الظهر من الخارج والداخل وخاصة هؤلاء انفسهم الذين يطالبون اليوم برئيس قوي مميز.
نعم عهد الرئيس العماد ميشال عون كان استثنائيا" للشرفاء في لبنان بصموده وبفضحه النوايا المبيتة لمنظومة عاثت الخراب في البلد وهي تسعى الآن إلى نيل صك براءة، فأتت النتيجة معاكسة ومطابقة للقول المأثور:
" تستطيع أن تخدع بعض الناس كل وقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".