HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

لا حرب ولا سلم بل قصف متنقل (حبيب البستاني)

30
JULY
2024
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

شيئاً فشيئاً تتبلور صورة المأزق التي وضعت فيه نفسها الدولة العبرية، فهي من جهة تريد الحرب الشاملة على لبنان وذلك بحسب ما جاء على لسان حكومة الحرب المصغرة ورئيسها، بالإضافة إلى معظم القادة العسكريين الذين يتبارون كل يوم في الإعلان عن جهوزية جيش "الدفاع" وطيرانه على شن حرب واسعة على الجبهة الشمالية، مع ما يستتبع ذلك من ضرب للبنان وبناه التحتية وصولاً إلى العاصمة بيروت ولا سيما الضاحية الجنوبية معقل الحزب. ومن جهة ثانية فإن الدولة العبرية بالرغم من طاقاتها العسكرية اللا محدودة لا تستطيع شن هذه الحرب وذلك لجملة أسباب ليس أقلها غياب الدعم الأميركي الواضح، الذي بدونه لا قدرة للعدو على الدخول في مغامرة عسكرية، فالولايات المتحدة وال establishment وكل الإدارة الحالية المخابراتية والعسكرية تسعى بكل قواها للإتيان بكمالا هاريس المرشحة الديمقراطية رئيسة للولايات المتحدة، وهي بالتالي منشغلة عن الهموم الخارجية حتى لو كان الأمر متعلقاً بالدولة العبرية التي تشكل رأس حربة لأميركا في الشرق الأوسط. فانتخاب هاريس هو أولوية قصوى، إذ إن الإتيان بها يعني الضمانة لاستمرار منطق الحرب ليس في الشرق الأوسط فحسب بل وفي كل أنحاء العالم. أما وصول ترامب فإنه سيشكل تهديداً واضحاً لمخططات العسكريتارية الأميركية ويعني ارتفاع منسوب الدبلوماسية، ما يعني تباطؤاً في الصناعات العسكرية التي تشكل مصدر تمويل كبير لكل آلة الحرب الأميركية.
تهويل في الداخل وتخريب في الخارج
وهكذا يتسابق تهويل الداخل الذي ما زال يبشر بالحرب الشاملة طمعاً بالاستفادة منها من طريق إزاحة حزب الله من الخريطة الداخلية، مع الخارج الذي بدأ يصعد من مواقفه وتحذيراته، بغية التأثير الواضح على الأوضاع الداخلية اللبنانية بحيث تتأثر حركة السفر الناشطة للقادمين التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأيام الأخيرة، وذلك من طريق وقف عمل الطائرات العالمية القادمة إلى مطار بيروت، بواسطة الضغط الممارس على شركات التأمين العالمية لوقف التغطية للطائرات القادمة والمتواجدة في مطار رفيق الحريري، وذلك بإشاعة جو من اللا استقرار واحتمال حصول أعمال عدائية على المطار ومحيطه من قبل سلاح الجو لجيش العدو الإسرائيلي. وقد نجح هذا المخطط بصورة جزئية فأعلنت عدة شركات طيران عالمية عن إلغاء رحلاتها من وإلى مطار بيروت، وبالتالي تم الإعلان عن تأخر وصول رحلات كثيرة، أما الشركة الوطنية MEA فقد استمرت بتأمين الرحلات إلى لبنان وذلك بوتيرة منخفضة بحيث أنها تعمل على عدم الإبقاء على طائرات جاثية على أرض المطار إلا بمقدار ما تسمح به تغطية شركات التأمين. كل ذلك لم يحد حتى تاريخه من حماسة اللبنانيين الذين يتهيأون للعودة لأنهم وبكل بساطة باتوا لا يهابون التهويلات والتحذيرات المعروفة المقاصد والأهداف.
قنابل دخانية وصوتية تخيف ولا تؤذي
وسط هذه الأجواء تستمر الجهود الدولية والإقليمية لمحاولة الحد من تداعيات حرب غزة على لبنان، ولقد تشكلت قناعة لدى أكثر من جهة معنية بالملف اللبناني بأن وقف الحرب على الجبهة الشمالية مرتبط بوقف الحرب في غزة وأن ذلك أمر محتوم، وإن وقفاً لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل سيؤدي حكماً إلى وقف لإطلاق النار بين الحزب وإسرائيل. طبعاً العدو الإسرائيلي منزعج من هذا الارتباط وهو يريد إخضاع لبنان طارة بمحاولة تلفيق تهمة إطلاق صاروخ على الجولان المحتل وقتل عدد من الدروز داخل ملعب، وطوراً بمحاولة جر الحزب إلى أعمال إنتقامية كرد على استهداف مسؤولين كبار للحزب بواسطة مسيرات انقضاضية. إلا أن وعي القادة الدروز في سوريا وفي لبنان ومواقفهم الوطنية أفشلت المخططات الصهيونية، وأدت إلى انقلاب السحر على الساحر وأفقد نتنياهو من حجة كان يمكن الاعتداد بها للقيام بعملية عسكرية على لبنان. ولكن وفي مطلق الأحوال وبذريعة أم بدونها فإن إسرائيل لن يكون بإمكانها إلا القيام بعمليات قصف محدودة في المكان والزمان، قد تخيف أكثر مما تؤذي، وبالتالي فإن التهويل والوعيد الصهيوني لن يؤدي إلى حرب شاملة حتى لو ازدادت وتيرة عمليات القصف، وكما يقول المثل اللبناني "الكلب الذي يعوي لا يعض."
حبيب البستاني- كاتب سياسي

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •