الأنباء الكويتية: بيروت - جويل رياشي-
في إطار سعي لبنان إلى إدراج أرشيف القناة التلفزيونية الرسمية الوحيدة في البلاد ضمن سجل «ذاكرة العالم» التابع لليونيسكو، أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال م.زياد مكاري ومكتب اليونيسكو في بيروت، قبل أيام عن مبادرة جديدة لرقمنة أرشيف القناة الرسمية، تلفزيون لبنان. وسيتم تنفيذ هذه المبادرة، التي تدخل ضمن إطار «التدخل الطارئ لصالح التراث الوثائقي لأرشيف تلفزيون لبنان»، بدعم من المنظمة السويسرية غير الحكومية «Aliph Foundation»، كجزء من الدعم الفني الأوسع الذي تقدمه اليونيسكو بهدف تعزيز ملف طلب أرشيف تلفزيون لبنان لبرنامج «ذاكرة العالم» التابع لليونيسكو.
ويذكر ان تلفزيون لبنان تأسس في العام 1959، كأول تلفزيون حكومي في المنطقة العربية، وبدأ البث بالأبيض والأسود وشكل الذاكرة اللبنانية والإقليمية في أصالتها. وتعتبر محفوظاته كنزا وطنيا وإقليميا غنيا بالمحتوى الدرامي، والثقافي والفني والتاريخي.
أما «ذاكرة العالم» فهو برنامج عالمي لليونيسكو يهدف إلى تسهيل الحفاظ على التراث الوثائقي العالمي، لاسيما في المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية، لتمكين الجميع من الوصول إلى التراث الوثائقي في جميع أنحاء العالم ورفع مستوى الوعي بين عامة الناس بأهمية التراث الوثائقي.
وفي اتصال مع مستشارة الوزير للشؤون الفرنكوفونية إليسار نداف أشارت لـ «الأنباء» أن «الوزارة تجهز ملفا لتقديم طلب أرشيف تلفزيون لبنان إلى سجل ذاكرة العالم. وكجزء من هذه المبادرة الممولة من جمعية «ألف»، ستتدخل اليونيسكو في رقمنة الأرشيف. وسيذهب التمويل لدعم الفريق الذي يعمل في الأرشيف، مما يسمح له بالعمل الإضافي لإنجاز عمله بسرعة أكبر، كما سيوفر جهازين تقنيين لتسريع العملية، إضافة إلى أمور لوجستية أخرى، علما أن الدعم المقدم من «اليونيسكو» و«ألف» سيمتد على مدار سنة. وقد وضعت اليونيسكو في التصرف خبيرا ألمانيا للمساعدة في إنجاز ملف لبنان وتقديمه لسجل Memory of the world».
ولدى لبنان بالفعل تسجيلين سابقين في سجل «ذاكرة العالم»: الشواهد التذكارية في موقع نهر الكلب الأثري شمال بيروت حيث يوجد العديد من الآثار والنصب التي تشهد لحقب مختلفة من تاريخ الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ولتاريخ المنطقة، وكذلك الأبجدية الفينيقية، التي يصفها موقع هيئة الأمم المتحدة على الإنترنت بأنها «النموذج الأولي لجميع الأبجديات في العالم».
ويذكر انه في العام 2022، تم توقيع اتفاقية بين وزارة الإعلام وإدارة تلفزيون لبنان والسفارة الفرنسية في بيروت والمعهد الوطني السمعي البصري (INA) لإطلاق مشروع بعنوان «حفظ ورقمنة وتثمين التراث الإعلامي». هذا المشروع، الذي مولته فرنسا، مكن من البدء في حفظ ورقمنة البيانات من تلفزيون لبنان ووكالة الأنباء الوطنية وإذاعة لبنان وفرع الدراسات والمنشورات اللبنانية.