وفجر الأحد، أقرن حزب الله قول أمينه العام السيد حسن نصرالله، بفعل الرد العملي. فقد أعادت صواريخ "فادي 1 وفادي 2"، جزءاً من صورة الردع لدى "الحزب"، بعدما كادت هجمات "البيجر" والأجهزة اللاسلكية وصولاً إلى استهداف نخبة قيادات "الرضوان"، تُجهز على هيبة "الحزب" والمقاومة ومعنويات بيئته والشعب اللبناني عموماً.
على أنَّ صواريخ "فادي"، مع كل ما تحمله هذه التسمية من مشتركات ربما أرادها "الحزب" الحريص على الرمزيات، نقلت الصراع إلى مستوى آخر. فبنيامين نتنياهو وأركان حربه، باتوا في موقع المضطر للرد وتوسيع الحرب، في ظل السقف الذي رفعوه بالسعي إلى إعادة مستوطني الشمال، وبعدما طالت صواريخ "فادي" حيفا ودرة الصناعة العسكرية الإسرائيلية المتمثلة في شركة "رافايل". فإذا لم يفعلوا، تكون أهدافهم على المحك أمام الجمهور الإسرائيلي الذي لم يخرج بعد من صدمة "7 تشرين" وحربها. وكل الظروف السياسية، تزيد من الخطر وتحريك ديناميكيات الصراع إلى مستوىً متحرك، ومتصاعد.
فالفترة الفاصلة عن الإنتخابات الأميركية، هي العامل الأساس الذي يترك عدوانية نتنياهو من دون ضوابط أو روادع، وهو يعمل على استغلال كل ثانيةٍ منها لتحقيق ما يريده. وقد أكد نتنياهو، اليوم الاحد، أنه "وجهنا لحزب الله سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها"، متوعداً أنه "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة فأعدكم أنه سيفهمها".
وفي المقابل، تراهن المقاومة على ما لديها من إمكانيات معلنة ومستترة، تقف وراءها "سلاسل التوريد" العسكرية، من طهران وصولاً إلى مركز البحوث العلمية في مصياف في سوريا والذي يقف خلف تطوير الموارد العسكرية، ما فسّر استهدافه عشرات المرات من العدو الإسرائيلي.
ولبنانياً، وفي المواقف، دان البطريرك بشارة الراعي الضربات الإسرائيلية، معيداً التذكير بمحورية الدولة. هذا فيما كانت قيادات حزب الله ومنها الشيخ نعيم قاسم، تؤكد أن سكان الشمال لن يعودوا بل سيزداد النزوح ويتوسّع الاسناد وأن الحل العسكري الاسرائيلي يزيد مأزق اسرائيل.
وعلى المقلب الإيراني، كان لافتاً تصريح مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، الذي اعتبر أن أمريكا وإسرائيل قامتا بجر الحرب إلى لبنان من أجل إدخال إيران في الحرب قائلاً، "إن الهدف من هذا العمل هو تغيير سياسة النظام الإسلامي الايراني بعدم المشاركة في الحرب".
وأشار رضائي: "فليعلم العالم أننا لا نريد الحرب ولن نسعى للحرب، بل هم يبحثون عن المغامرة"، مضيفاً أن حزب الله رد على كيان الاحتلال في عدة مراحل وسيواصل القيام بذلك في الأيام المقبلة".