الأخبار: تمجيد قبيسي-
كشفت الحرب التي يشنّها العدوّ الصهيوني الكثير من العملاء القدماء والمستحدثين، جلّهم أوقفتهم وحدات حزب الله الأمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت وسلّمتهم الى الأجهزة الأمنية اللبنانية لتقوم بدورها بالتحقيق معهم.
لكن، اللافت، والغامض في آن، هو سرعة إطلاق هؤلاء من دون أن يعني ذلك عدم عملهم لمصلحة العدوّ، كما حصل مع الإسرائيلي (يحمل جواز سفر أميركياً) جوشوا تارتاكوفسكي الذي أوقفه حزب الله في الضاحية وسلّمه إلى مخابرات الجيش حيث أطلق سراحه سريعاً وتبيّن أنه يحمل جنسيةً أميركية.
وبحسب معلومات «الأخبار»، تمارس سفارات أجنبية يحمل الموقوفون جنسيات دولها ضغوطاً على الأجهزة الأمنية لإطلاق هؤلاء، وتحديداً على قيادة الجيش بسبب تسلّم مديرية المخابرات العدد الأكبر من الموقوفين. وفي جردة أولية، تبيّن أن معظم الموقوفين الذين سُلّموا إلى مخابرات الجيش أُطلق سراحهم، علماً أن من يسلّمهم الحزب إلى المخابرات هم من تحوم حولهم شبهات قوية، فيما يطلق أمن الحزب في العادة من يتبيّن أنهم طفيليون أو لا شبهات عليهم بعد مسح الصور عن هواتفهم.
رغم الشبهات أطلقت مخابرات الجيش موقوفاً بعد ساعات على تسلّمه
وتؤكد مصادر مطّلعة أن الأجهزة الأمنية تسلّمت عناصر من المؤكد تورّطها بالعمل لجهات أجنبية، فضلاً عن موقوفين على خلفيات جنائية كالتورط في تجارة المخدرات أو اللصوص الذين يلقى القبض عليهم. وهؤلاء من النوع الأخير كثر ترفض الأجهزة الأمنية في الغالب تسلّمهم.
قضية مزنر
وكان البارز ما حصل مع المدعو بيار مزنر، الذي أوقفه أمن حزب الله مساء الخميس في العاشر من الشهر الجاري في قلب الضاحية الجنوبية، وليس في منطقة النويري كما زُعم سابقاً، بعدما أُطلقت حملة بدعم من جهات سياسية وإعلامية مطالبةً بـ«عدم الاستقواء على المصوّرين والتعرّض لهم خلال أداء مهامهم».
مصادر أمنية قالت لـ«الأخبار» إن مزنر، الذي يقيم في الأشرفية ويحمل الجنسيتين البرازيلية والكندية، الى جانب إقامة فرنسية، أوقف في منطقة الصفير، بعدما لاحظ عناصر من حزب الله أنه يصوّر سرّاً مباني محددة من فتحة شباك سيارة من نوع BMW X6 . ولدى مناداته، حاول الفرار قبل أن يتم توقيفه.
فزعم أنه يعمل في مجال التصوير وأنه يعدّ لفيلم وثائقي، في وقت لم تكن فيه هناك غارة أو حريق ناجم عن غارة سابقة لالتقاط المشاهد التي كان يعمل على تصويرها.
وعُثر في حوزته على خرائط للضاحية الجنوبية وإيصالات بتحويلات مصرفية. وتبيّن بعد فحص هاتفه أنه على تواصل بجهات أجنبية أبلغها أنه دخل إلى الضاحية. وبعد تسليمه الى مخابرات الجيش للتحقيق معه، كانت المفاجأة بإطلاق سراحه بعد بضع ساعات!