مقدمة نشرة الـOTV المسائية:
إذا صحَّت التوقعات واقترن التفاؤل الكبير بوقف النار بنتائج ملموسة في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، يكون لبنان عملياً أمام مرحلة جديدة بالكامل، تكاد توازي في أهميتها، تلك التي بدأت بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، أو بعد حرب تموز عام 2006.
فأيُّ اتفاق سيتم الإعلان عنه، سيتضمن في النهاية خروجاً للجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية وانتشاراً معززاً للجيش اللبناني والقوات الدولية جنوب الليطاني، مع فتح الباب جدياً أمام النقاش في تحديد النقاط الحدودية.
غير ان الاتفاق بالنسبة إلى الجنوب، هل ينسحب اتفاقاً بين اللبنانيين حول الملفات الداخلية، أم يكرر تجارب مرحلتي 2000-2005 و2006-2024، وما انتهت إليه من مآس وويلات، ولاسيما راهناً، حيث تجاوز عدد الشهداء 3768، إضافة إلى 15699 جريحا منذ بدء العدوان، عدا عن الدمار الكبير.
فبين العامين 2000 و2005، حول اللبنانيون نعمة التحرير الى نقمة سياسية داخلية، فكرسوا الانقسام حول الدور السوري، وأمعنوا في تكريس اللاتوازن، وتجاهلوا اتفاق الطائف، فكان ما كان مع صدور القرار 1559 ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر التداعيات.
وبين العامين 2006 و2024، لم ينجح اللبنانيون في تحويل وقف الأعمال العدائية بموجب القرار 1701، معبراً إلى بناء دولة سيدة، والى اقرار استراتيجية دفاعية تحفظ الوحدة الوطنية كحاضن أول للمقاومة، فكان ما كان من تجاوز للحدود، ومن حرب إسناد، ومن حرب اسرائيلية مكررة على لبنان وصولاً الى اليوم.
حتى لا نكرر التجارب السيئة، المطلوب اليوم ثلاث خطوات أساسية:
أولاً، رفض أي مسٍّ بالسيادة الوطنية على طول الحدود اللبنانية والتمسك بإلزام اسرائيل تطبيق نص القرار 1701 لا مواصلة التنصل من أحكامه على جري الحال منذ عام 2006.
ثانياً، المبادرة الى اقرار استراتيجية دفاعية لا هجومية، تعبر عن تفاهم بين اللبنانيين على تطبيق القرار الدولي، وتضع كل الامكانات اللبنانية تحت قيادة الدولة اللبنانية فقط لا غير.
ثالثاً، البناء على الوحدة الوطنية التي تجلَّت مجدداً بأبهى حلة خلال استقبال اللبنانيين لإخوتهم المواطنين، والعودة الى التزام الميثاق الوطني، بدءاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة مكتملة، تمهيداً لاستعادة المؤسسات أدوارَها الضائعة، منذ انهيار 17 تشرين وحرب 7 تشرين.
هل تصح التوقعات بوقف النار؟ فلننتظر ونرَ، علماً أن البيت الابيض اكد منذ بعض الوقت ان المنحى ايجابي والمحادثات مستمرة، لكننا لم نصل بعد الى اتفاق