لم يمر أسبوع على اتفاق وقف إطلاق النار حتى عادت الغارات والاعتداءات الإسرائيلية على قرى عمق الجنوب اللبناني. التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي بدأ مساء اليوم يمثّل اختباراً حقيقياً للاتفاق الذي شهد عشرات الخروقات من الجانب الإسرائيلي، الذي عمد خلال الأيام الماضية إلى شن غارات على القرى الحدودية واستكمال عمليات نسف المنازل فيها.
ورداً على الخروقات الإسرائيلية المتكررة، نفذت المقاومة أولى عملياتها منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني (تاريخ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار)، فاستهدفت موقع رويسات العلم المعادي بعدد من الصواريخ. وورد في بيان نشرته المقاومة «على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية مساء اليوم الإثنين ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة». مذيلاً البيان بعبارة «وقد أُعذِر من أَنذر».
على إثر تبني المقاومة لهذه العملية، سارع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو للإعلان عن «أن إطلاق حزب الله النار على جبل دوف يشكل انتهاكاً خطيراً لوقف إطلاق النار»، متوعداً بردّ إسرائيلي قوي.
وأضاف «نحن مصممون على مواصلة تطبيق وقف إطلاق النار، والرد على أي انتهاك من جانب حزب الله، سواء كان صغيراً أو خطيراً».
لاحقاً بدأ جيش العدو بشن غارات مكثفة على الجنوب، مستهدفاً عدداً كبيراً من القرى أدت إحداها إلى سقوط 9 شهداء في بلدة حاريص، فيما سجل خرق لجدار الصوت فوق عدد من مدن الجنوب، وتحليق للمسيرات المعادية على علو منخفض فوق النبطية وصور وصولاً إلى بيروت.
وفي السياق، ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي أن المبعوث الرئاسي الأميركي، عاموس هوكشتين، كان قد أبلغ الإسرائيليين نهاية الأسبوع الفائت بـ«قلقه من استمرار عملياتهم داخل الأراضي اللبنانية»، معتبراً أن إسرائيل «تفرض اتفاق الهدنة بقوة مفرطة».
وفي وقت سابق من بعد ظهر اليوم، التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وجرى البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار.
وأكد ميقاتي ضرورة «الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار ومنع الخروق الأمنية وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة».