بعض ما جاء في مانشيت البناء:
دخلت سورية مع رحيل الرئيس بشار الأسد لاجئاً سياسياً إلى موسكو في ظروف وملابسات لم تتضح كلها حول تسوية تم التوافق عليها في اجتماعات الدوحة التي ضمت دول مسار أستانة روسيا وإيران وتركيا، ثم اجتماعاً ضمّ ثلاثية أستانة مع خمس دول عربية هي مصر والسعودية والعراق وقطر والأردن، وشهدت كل من حمص ودمشق ترجمة توافقات الدوحة عبر انسحاب قوات الجيش السوري قبيل تقدّم الجماعات المسلّحة نحوها.
الحدث وقع بحجم زلزال هزّ المنطقة، وسط صورة ضبابية حول مستقبل سورية، التي خرجت منها إيران وخرج منها حزب الله وخسرت معها المقاومة عمقاً استراتيجياً تاريخياً مثّلته سورية، رغم بلوغ المقاومة مرحلة الاكتفاء الذاتي التسليحيّ بما تصنّعه، بينما بدت روسيا التي حافظت على قواعدها في الساحل السوري أقرب إلى رهينة لضمانات تركية لا يعلم أحد درجة صدقها من جهة، والقدرة على الوفاء بها مع تبلور صورة الحكم الجديد في دمشق من جهة موازية، خصوصاً أن التأثيرات الأميركية والإسرائيلية بدت واضحة على السياق الذي سوف تتبلور معه صورة الحكم الجديد.