فيما سوريا، الخارجة من سقوط النظام، تلملم نفسها و التوجه نحو إدارة الفترة الإنتقالية، هناك من يعمل في لبنان على تشكيل شبكة حماية للبلد عبر إعادة بناء الدولة من بوابة انتخاب رئيس. فالتحديات السورية المتسارعة واخطرها التفكك والفوضى والنفوذ الخارجي، تحتم الإبتعاد عن ترف الإنتظار والتحضير لجلسة 9 كانون الثاني 2025.
ضمن هذا الإطار، تسارعت الخطوات الرئاسية، وكان اليوم محورها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي أكد بعد الإجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الجو إيجابي لجهة مصير جلسة 9 كانون الثاني. وقد استكمل باسيل البحث الرئاسي مع كتلة الإعتدال الوطني، والنائب فريد الخازن، وسط تأكيد على متانة المساحات المشتركة وتوفير قاعدة متنية للرئيس الجديد ليتسنى له إدارة الملفات الوطنية المتعددة، من الوضع الجنوبي وصولاً إلى الإصلاح المالي والإقتصادي.
إلى ذلك، كشف السفير المصري علاء موسى بعد لقا بري مع سفراء الخماسية، ونقلاً عن رئيس مجلس النواب، ان جلسة 9 كانون الثاني ستكون "مفتوحة بدورات متتالية بمعنى الإستمرار في الإنعقاد في البرلمان وصولا الى إنتخاب رئيس للجمهورية"، لافتاً إلى الأمل ب"أن المشاورات السياسية تؤدي إلى الإسم أو الأسماء التوافقية بما يسهم في إنجاح الجلسة".
وفي الجوار السوري، لا زالت البلاد بعيدة عن استقرار كبير وراسخ، فالطمأنينة لا تكون شاملة إلا بعد إقرار خطوات المرحلة الإنتقالية وإنجازها بانتخابات ووضع دستور. على خط مواز، بقيت العين الدولية على الوضع السوري، وفي هذا الإطار توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الأردن ثم إلى تركيا لبحث التطورات وأفق المرحلة المقبلة.