فيما أنظار اللبنانيين متجهة إلى جلسة 9 كانون الثاني الأسبوع المقبل، اندلع اشتباك مفاجئ على الحدود لجهة معربون بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين، ما يؤشر إلى هشاشة الوضع الأمني والعلاقة مع الحكم الجديد في دمشق. وقد تجددت الإشتباكات بعد الظهر، في وقت استخدم الجيش المدفعية والمضادات لردّ المعتدين، مع تسجيل بعض الإصابات في صفوفه.
وفيما بات أقل من أسبوع يفصلنا عن جلسة الإنتخابات الرئاسية، تسارعت الحركة على أكثر من مستوى. ذلك أن المرشحين المحتملين، وأولئك الطامحين، واصلوا لقاءاتهم في العلن والسر. أوساط قائد الجيش واصلت من جهتها ضخ الأخبار التفاؤلية بوصوله لا بل بتشكيله حزباً جديداً لصالحه بعد وصوله المفترض للرئاسة. أما في الواقع، فقد توسعت حركة الإعتراض وسط شكوك في تأمين 86 صوتاً من الدورة الأولى له ما يعفيه بحسب تفسير الرئيس نبيه بري، من تعديل الدستور. وفي هذا الإطار، لفت التريث الذي أبداه النائب جورج عدوان في حديثه التلفزيوني أمس لجهة دعم جوزف عون، لا بل الدعوة إلى تأجيل الجلسة لمحاولة تأمين ظروف أفضل، من وجهة النظر القواتية.
بالتوازي، تنتظر بعض القوى الداخلية "الإيحاءات" الخارجية من القوى الدولية والإقليمية النافذة، لحسم خياراتها، في الوقت الذي لا يبدو فيه أن الولايات المتحدة تحديداً، قد منحت "كلمة السر" التي اعتادت القوى اللبنانية على انتظارها، لا بل أنها قد لا تأتي أبداً، مع وجود أكثر من مرشح يشكلون عنصر تقاطع مع المصالح الغربية والأميركية تحديداً.