كم تختصر هذه الأغنية الذين بقيوا... وخلّدوا
في تاريخ الأوطان، ومنذ سقراط وأفلاطون
مرورًا بالمتنبي وإبن الرومي…
ونيتشه وجان جاك روسو وجورج سارتر،
وصولًا إلى روّاد عصر النهضة...
من إيليا أبو ماضي إلى ميخائيل نعيمة وإلياس أبو شبكة
وجبران خليل جبران
إلى محمود درويش وأدونيس
وأنسي الحاج وطلال حيدر
وكثر كثر...
في كل زاوية من زوايا هذا العالم عبر الأزمنة وما توالت عليه من ملوك ورؤساء وزعماء.
مَن منّا سأل عن سعر كيس الطحين في ذلك الوقت؟
مَن منّا يتذكّر من هو الحاكم الأقوى؟
مَن منّا تعمّق في معرفة أسعار المواصلات من ركوب الحمار إلى ركوب الطائرات
إلى تكلفة الحروب؟
مَن منّا يتذكّر العملات على مدى العصور،
إلّا قلائل ممّن غاصوا اختصاصًا أو بحثًا؟
وإن كان هناك من حفظ أيًّا من تلك المعلومات، فتمرّ في خفايا ذاكرتنا ونعلن عنها من باب المعرفة، ليس إلّا.
أمّا، فمن منّا لا يعرف كل هؤلاء الذين خطّوا ذاكرة العالم الثقافية؟ ويريد أن يخبر أولاده عنها؟
كل تلك الأسماء وغيرها أتت إلى رأسي وأنا أشارك في تكريم الشاعر #طلال_حيدر.
كم جميل هذا التكريم الذي دعا له وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري،
ونظّمته وعرضت مقتطفات من إبداعاته عائلة كركلّا على مسرحها.
حضرت بعلبك بيننا... حضر التاريخ... سال القلم وكتب في أدمغتنا عظمة أن تكون فنانًا ومبدعًا.
لوحات عمرٍ
كلام ولحن ورقص...
مرح وفرح وعشق وجنون ومجون وحرية
وامتزاج لديانات وتخطّي لطوائف... وحلم وطن.
غنّاه مرسيل خليفة ونشرته فيروز وجعلته لبنان المنتظر…
ذهب الجميع... وتغيّر الكون...
ماتت أنظمة وقامت أخرى... انتقلنا من الحبر إلى آلات تكنولوجية تكتب وتفكر وتخطط…
ذهب الجميع ولكن،
وحدن بيبقوا.. يتجدّدون مثل زهر البيلسان.
وحدهم هم أولئك المبدعون الذين حلموا وقاوموا وثاروا وتكلّموا وكتبوا…
ذهب وسيذهب كل ما هو مادي…
وحدن بيبقوا... ناطرين التلج ومخلّدين
فوق أعلى جبال التلج.