بعدما حالت الظروف دون وصوله لرئاسة الحكومة في مرات سابقة، ابتسم القدر والظروف اليوم الإثنين للقاضي نواف سلام، وسط تفاؤل بتراجع "المنظومة" أمام قواعد اللعبة الجديدة.
فالترجيحات التي ثبُت خطأها كالعادة، كانت لمصلحة نجيب ميقاتي، قبل أن تنقلب كتلٌ وشخصيات كثيرة بين أمس الأحد واليوم، وتمنح أصواتها لسلام. أما البعض الآخر فارتبك، فيما ساد التوجُّس والغضب المكبوت صفوف كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" اللتين تراجعتا عن التسمية، اعتراضاً أكثر منه تجاوباً مع "تسونامي" سلام.
في المقابل، كان التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، يقف إلى جانب دعم مساعي التغيير، والإصلاح، من دون نسيان القاعدة الذهبية في عدم تحدي أحد، ومنع أي نزوعٍ إلى الكسر والعزل. ذلك أن مواصفات سلام و"البروفايل" الخاص به، يمنحه القدرة على مواجهة المشاكل الجاثمة على لبنان، بالتوازي مع ولاية رئاسية يعوّل عليها اللبنانيون الآمال، بناء على وعود خطاب القسم. وهذا ما أكده باسيل بعد لقاء الرئيس جوزف عون في بعبدا، مشدداً على أـن موقع "التيار" الطبيعي إلى جانب الرئاسة وتطبيق ما ورد في خطاب القسم، مشيراً في المقابل إلى أن "التيار" هو في موقع مستقل ليس لديه أعداء أو حلفاء.
وبعد أن أعلنت رئاسة الجمهورية تكليف سلام، بات الأخير أمام مهمة تتوفر فيها الفرص كما تكثر التحديات. أولها، الموقف المتوجس للثنائي الشيعي الذي عبّر عنه في شكل واضح النائب محمد رعد في بعبدا، محيلاً الإشكالات إلى الميثاقية لجهة عدم مشاركة النواب الشيعة في تغطية التكليف. وهذا ما يفتح الباب واسعاً أمام الكثير من العقد في حال شعرت البيئة الشيعية عموماً بالإستهداف، وهذا ما أشار إليه العديد من الشخصيات ومن بينها رئيس "الكتائب" سامي الجميل، أيضاً من بعبدا.
وهنا، تطرح التساؤلات عن تعاطي "الثنائي" مع التأليف، وهو الأصعب، وما إذا كان سيسهل أم سيتشدد أكثر. ففي وقت تحمل الحكومة المزع تشكيلها الآمال، فإنها تقف أمام معالجة الملفات المالية والإقتصادية، وتكريس نهج جديد في التعاطي لا على القواعد التي كرستها المنظومة منذ العام 1990. والأخطر، كيفية مواكبة التحدي الإسرائيلي، الذي عاد إلى العربدة في الإعتداءات ليل أمس بعدما طالت الغارات البقاع والمعابر في شكل عنيف، أعاد إلى الأذهان صور الغارات وصوت المسيرات في الحرب الأخيرة.