HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

حقائق خطيرة عن خطط إسرائيل!

28
JANUARY
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة -

منذ العام 1948، عام النكبة الكبرى التي حلّت بفلسطين التي أصابت تداعياتها الدول العربية، ولاسيما دول الطوق: لبنان، الاردن، مصر، لم تستسغ إسرائيل وجود لبنان موحّداً على حدودها، ولا التركيبة الديموغرافية على تخومها، كما تؤكّد الأدبيات الصهيونية والكتب الصادرة عن مؤرخين ومسؤولين سابقين في الدولة العبرية.

وكان آباء الصهيونية منذ بدء حراكها في المنطقة منذ بداية عشرينات القرن المنصرم يسعون إلى تقسيم لبنان «بإلحاق جزء من المناطق الإسلامية بسوريا، وإنشاء وطن قومي مسيحي، والتواصل مع الدروز والشيعة من أجل صوغ تفاهمات تكون مصدر طمأنينة للدولة الموعودة: دولة إسرائيل». وعلى رغم من حصول اجتماعات ولقاءات وإنفاق كثير من المال، فإنّ الخيبة كلّلت سعيها، فلا المسيحيون لبّوا رغباتها، ولا الدروز ولا الشيعة ولا العلويون في لبنان قبلوا بما عُرض عليهم. وبعد العام 1948 تبيّن مراسلات ديفيد بن غوريون وموشيه شاريت أنّ الهدف الرئيس لإسرائيل «التدخّل في الشأن اللبناني من أجل الدفع في اتجاه إقامة دولة مسيحية. وادّعى بن غوريون أنّ «الدروز في لبنان وكذلك المتاولة، سوف يتجاوبون مع إقامة دولة كهذه». كما أنّ موشي دايان اقترح في هذا السياق «العثور على ضابط لبناني، ولو حتى ضابط صغير برتبة رائد، واستمالته أو شرائه بالمال، لكي يوافق على إعلان نفسه مخلّصاً للجمهور المسيحي من وزر التسلّط الإسلامي». في هذه الحال، بحسب دايان «سوف يدخل الجيش الإسرائيلي إلى لبنان ويسيطر على منطقة جنوب الليطاني، ويؤسس حكماً مسيحياً يتحالف مع إسرائيل. ومنطقة جنوب الليطاني سوف تُضمّ إلى إسرائيل، والكل سيعود إلى قواعده سالماً». وشاريت الذي يبدو من خلال مذكراته أكثر إدراكاً وأوسع إطلاعاً على ملف لبنان منذ إعلانه دولة في العام 1920، شأنه شأن آلاباء المؤسسين للكيان الغاصب، كان يدرك صعوبة إنشاء دويلة طائفية ذات طابع مسيحي مؤيّدة من أقليات إسلامية، خصوصاً في ظل التطورات المتسارعة، ولاسيما منها حرب السويس في العام 1956، وازدياد القلق من مصر التي أبرمت صفقة سلاح كبيرة مع تشيكوسلوفاكيا بدعم من الاتحاد السوفياتي، وزيادة نشاط الفدائيين، لكن موقع لبنان في خطة بن غوريون لتغيير وجه الشرق الاوسط طُرحت أمام الفرنسيين عشية حرب سيناء 1956.

وخلال عرض الخطة في مدينة سيفر الفرنسية، اعتبر بن غوريون «أنّ فرنسا أخطأت عندما وسّعت حدود لبنان»، وبالتالي «ضعضعت الغالبية المسيحية، وقضت على فرصة إقامة دولة إضافية صديقة لفرنسا في الشرق الأوسط. وهذا الأمر يمكن إصلاحه في حال ضمّ الليطاني -الذي لا يشكّل قيمة حاسمة بالنسبة إلى لبنان- إلى إسرائيل». وفي لقاء سرّي عُقد في 22 تشرين الأول 1956 في مدينة سيفر، طرح بن غوريون «تقليص حدود لبنان، إقامة دولة مسيحية فيه، توسيع حدود إسرائيل حتى نهر الليطاني وزيادة مساحة الأراضي السورية من خلال ضمّ مناطق المسلمين في لبنان إليها». ويورد كتاب «المتاهة اللبنانية» لرؤوفين إرليخ «... إنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بلورت بين عامي 1945ـ 1955 خططاً لغزو لبنان من أجل إحداث تغييرات بنيوية فيه وفي نظامه»، وذلك استناداً إلى خطة لافي التي تحدثت عن فرصة لتوسيع أصبع الجليل المعروف بـ»أصبع الحولة» الذي يشمل مرجعيون وحاصبيا في الشمال وكتف الجرمق (شرق النبطية التحتا) ووادي الدب (السلوقي) في الشرق، كل ذلك «كجزء من أراضي الاستيطان التي يجب على إسرائيل إرساء حدودها عليها» من أجل «النهوض باقتصادها وأمنها وتثبيت موقعها السياسي». فما هي المزايا التي اوردها كتاب إرليخ نقلاً عن خطة لافي في نظرية «الأصبع اللبناني»؟

«أ-إضافة مياه إلى مصادر المياه الإسرائيلية: فائض المياه الموجود في هذه المنطقة - قياساً على الاحتياجات اللبنانية - مع إضافة مصادر مياه نهر الاردن الموجودة في إصبع الحولة من شأنها أن تلبّي إحتياجات دولة إسرائيل اليوم، وتتيح التكاثر السكاني إلى ما فوق 3 ملايين نسمة. السيطرة التامة على هذه المنطقة من خلال احتلالها سوف يحسم إمكانية استخدام هذه المياه وفقاً لاحتياجاتنا، والتوصل إلى تسوية مفيدة حول تزويد المياه في المحيط بأجمعه.

ب- المزايا العسكرية مقابل سوريا ولبنان: «تثبيت الحدود على خطوط حاكمة، مثل قمة حرمون في الشرق وكتف الجرمق (شرق النبطية التحتا) في الغرب، يسهّل الإجراءات الأمنية في منطقة أصبع الجليل، ويوجد تهديداً على المحور الغربي للحدود اللبنانية من هضبة الجولان. توسيع أصبع الجليل حتى نهر الدب في الغرب سوف يعزز ويوسع قاعدة الأصبع، فيما سيؤدي قطع الطرقات بين دمشق وصيدا ومرجعيون والبقاع، إلى تقليص المرونة الاستراتيجية للجيشين السوري واللبناني. ج- تعداد سكاني قليل نسبياً، يسهّل ضمّ «الأصبع اللبناني» إلى إسرائيل: «السكان اللبنانيون جنوب الليطاني يصل عددهم إلى 250 الف نسمة، وهو أمر يضع عراقيل أمام الاستيطان الإسرائيلي في المنطقة كلها. في مقابل ذلك تشتمل منطقة «الأصبع اللبناني» على 50 ألف مواطن فقط، ولا يشكّل ابتلاعها مشكلة خطيرة».

مما تقدّم يتبين الآتي:

1- إنّ أطماع إسرائيل باحتلال جنوب الليطاني ووضع اليد على مصادر المياه، هي أطماع تاريخية موثقة. وهي تستغل أي فرصة لمحاولة تحقيق ذلك.

2- حاولت إسرائيل تقسيم لبنان أو تجزئته إلى مواقع نفوذ تضرب وحدته، وقد أفلحت في ذلك جزئياً وموقتاً منذ الاجتياح الأول 1978، ومن قبل عندما أقامت الشريط الحدودي في العام 1976، ثم اجتياح العام 1982 ودخول قواتها إلى بيروت، قبل أن تنسحب بفعل المقاومة في العام 2000، وتعاود الكرّة عام 2006 من دون تسجيل أي نجاح.

3- اليوم إسرائيل، وقد تيقنت من عدم قدرتها على احتلال الجنوب بصورة دائمة بعد القرار الاخير الصادر عن الامم المتحدة والقاضي بانسحابها من المناطق التي احتلتها، تقوم بمسح القرى على الحافة الحدودية في منطقة جنوب الليطاني، وضرب مقومات الحياة فيها بغرض تحقيق استراتيجيتها الأمنية، وفرض حزام من النار والخراب بإقامة منطقة خالية من السكان أو شبه خالية. ويساعدها في ذلك توسعها في الجولان واحتلالها الجانب السوري من جبل الشيخ، عدا سياسة الارض المحروقة المتمثلة بهدم المنازل وتسويتها أرضاً، واقتلاع الاشجار، وتسميم التربة، ودك البنى التحتية. وما قامت به يحاكي الخطط الموضوعة منذ خمسينات القرن الماضي.

4- فشلت إسرائيل في جرّ لبنان إلى اتفاق ثنائي معها منذ إنشائها كياناً مصطنعاً ومزروعاً في قلب المنطقة العربية لتشتيتها. وآخر مسعى لها كان اتفاق 17 أيار 1983 الذي تمّ إسقاطه بفعل التجاذبات الدولية والإقليمية ورفض شرائح لبنانية له. واليوم تعمل على تحويل إتفاق وقف إطلاق النار ألاخير إلى اتفاق إذعان، مستفيدة من الانقسام العمودي للبنانيين الذي يعطي انطباعاً أنّ هناك تقسيماً نفسياً وعلى مستوى الخيارات السياسية الكبرى والمصيرية بين مكونات الشعب، أعمق أثراً وتأثيراً من التقسيم الجغرافي والحرب الأهلية المباشرة. علماً أنّ جميع الأفرقاء على تنوع انتماءاتهم، متفقون على وجوب الانسحاب واحترام القرارات الدولية.

في اختصار، فإنّ إسرائيل لن تدع لبنان يرتاح الّا إذا وقّع معها اتفاق سلام بشروطها، وهي تعلم انّه لن يوقّع، لأنّ المتعارف عليه بين الجميع انّه سيكون آخر الموقّعين بشروط تضمن سيادته وتعيد إليه حقوقه. هذه التحدّيات التي تواجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وحكومة العهد الأولى، وهي على مقدارٍ عالٍ من الصعوبة وتتطلّب دعماً دولياً وعربياً، يتجاوز في ضغطه على الدولة العبرية حدود المألوف. كما على الأفرقاء اللبنانيين في اي موقع كانوا، ومهما تباينت نظرتهم إلى مستقبل العلاقة مع إسرائيل، خصوصاً بعد الذي حصل في سوريا، أن يجتمعوا حول خريطة طريق موحّدة لمواجهة ما قد يطرأ من مفاجآت.

في ترتيلة ميلادية معروفة بعنوان: «ارسل الله ابنه الوحيد» وردت عبارة: «قبل الميلاد، وفيه وبعده»، فإنّ لإسرائيل أطماعها الواضحة في لبنان «قبل إعلان دولتها، ومع وبعد إعلانها»، فيجب أن لا يدع الأفرقاء خلافاتهم، مهما بلغت، تدفعهم إلى تجاهل هذا الواقع الخطير. وإنّ الرئيس عون واعٍ لخطورة المرحلة، ويعرف جيداً من خلال تجربته الميدانية المسؤولية بواقع الارض في الجنوب وتعقيداته الجيوسياسية، ولن يوفّر جهداً للدفع في اتجاه تنفيذ القرارات الدولية بما يؤمّن الاستقرار الدائم، وإطلاق عجلة إعمار ما تهدّم.

 

الجمهورية
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •