كل ما يحصُل في لبنان، هو انعكاس لتداعيات ما بعد الحرب، ونتائجها، وقراءة كل طرف لها. فأميركا وإسرائيل تريان الفرصة مناسبة لخنق حزب الله، والبيئة الشيعية تخشى أنْ يؤدي الحصار إلى ما هو أدهى. أما الحكومة التي أتت نتيجة للموازين الجديدة، فوعودها تنتظر أفعالها، ومدى انطباقها على المصلحة اللبنانية، لا الأجندات الإقليمية والدولية.
توازياً، تشكّل العودة السياسية لسعد الحريري، إحدى التغيرات المطلوبة لا سُنياً فحسب، بل انطلاقاً من المعايير الصحيحة للشراكة، والتوازن في التمثيل، لا الإقصاء والتهميش، اللذَين يدوران بدورتهما على اللبنانيين وجماعاتهم.
وفي هذا الإطار، دعا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى جعل الذكرى العشرين مناسبة وطنية للتفاهم حول مستقبل لبنان فيكون تنوّعنا ركيزة لوحدتنا ، والعدالة أساساً لنظامنا والشراكة ضماناً لوجودنا.
وأكد باسيل ضرورة "جعل كل استشهاد، في سبيل لبنان، ساحة تجمع لا شوارع تفرّق".
ومن جهته، أفصحَ الحريري في ذكرى ١٤ شباط عما يأمله جمهوره، وهو تأكيد عودة تيار المستقبل إلى الإستحقاقات القادمة، سواء نيابية كانت أم بلدية.
وقد استحضرَ الحريري بعض محطات الماضي، سواء في مقاربة النظام السوري السابق، أو خصوم "المستقبل"، وذلك ليخلص إلى تثبيت ما يراه "صوابية" مواقفه، وإلى التشديد على التمسك ب"لبنان أولاً".
في الوقت نفسه، لا تزال أزمة المطار مستفحلة منذ أمس الخميس. وإن دلت على شيء، فهو على حجم التحولات منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية، وعلى حجم التفاعلات اللبنانية داخلياً في الإنقسام المعهود.
وفي حين نزلت القوى الخاصة في الجيش والأمن الداخلي أمس وفتحت الطرق التي قطعت في الليل، عادت عمليات قطع الطرق مساء الخميس، ما يوحي بإصرار البيئة الشيعية على مواجهة التطويق والحصار.