قال مسؤول وسطي بارز لـ«الجمهورية»: «إنّ «حزب الله» لم ينتهِ، فهو بلا أدنى شك يعاني وضعاً صعباً، لكنّه يبدو قادراً على النهوض إنما ذلك قد يستلزم بعض الوقت. لكن في الوقت الراهن، فإنّ صعوبة وضعه يبدو أنّها لا تسمح له بالتحرّك على ما كان عليه في السابق، ولذلك حسناً فعل بانكفائه في هذه الفترة - وهذه خطوة ذكية - بترك مسؤولية استرجاع التلال الخمس اللبنانية للحكومة للتحرك ديبلوماسياً ودفع العدو الإسرائيلي إلى الانسحاب من تلك النقاط».
وعمّا إذا كان واثقاً بنجاح الجهد الديبلوماسي في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، قال المسؤول: «الدولة كما سمعنا جميعاً مصمِّمة على خوض الحرب الديبلوماسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس، وتؤكّد وجود تطمينات بأنّ المجتمع الدولي يقف إلى جانبها لتحقيق هذا الهدف. لكنّ مسؤولين كباراً يشكّكون باستجابة إسرائيل للجهد الديبلوماسي. أنا أتفق مع هذا الموقف، وأرى صعوبة كبرى تعتري المسار الديبلوماسي، وخصوصاً بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي استمرار احتلال النقاط الخمس بموافقة أميركية لمدى زمني غير محدّد. أعتقد أنّ القرار النهائي في ما خصّ الانسحاب هو بيَد الأميركيِّين، والجهد الديبلوماسي ينبغي أن ينصبّ في اتجاههم، فوحدهم القادرون على إلزام إسرائيل بالانسحاب، وغير ذلك مضيعة للوقت».
في موازاة ذلك، استفسرت «الجمهورية» مسؤولاً في «حزب الله» حول حقيقة وضع الحزب وموقفه ممّا يثار حول سلاحه والمطالبات بنزعه، فأجاب: «تعرّضنا إلى خسارات صحيح وخسرنا قادتنا، لكنّنا لم ننتهِ، ولن ننتهي، خصومنا يُريدون ذلك، ويستسهلون الكلام عن هزيمة وما شاكل ذلك، لكنّهم يعلمون أنّنا سنُخيِّب أملهم ولن نحقق لهم ما يُريدونه. أمّا في موضوع السلاح فالمقاربات التي تتناوله من دائرة الخصوم والأعداء في رأينا مقاربات فارغة لسنا بصدد الدخول في سجالات حيالها، وكل شيء في أوانه».
وفي الإطار نفسه، أبلغ أحد كبار مسؤولي «الثنائي» إلى «الجمهورية» قوله: «الجهة الوحيدة التي تعرف تماماً إن كانت المقاومة قد هُزمت أم لا هي إسرائيل... فليسألوها وليتابعوا ما تقوله صحافتها ومسؤولوها ومستوطنو الشمال. صحيح أنّ «حزب الله» تلقّى بلا شك ضربات موجعة، لكنّه لم يُهزم والشاهد على ذلك هو أنّ اسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها كاملةً. وفي اللحظة التي تمّ التوصّل فيها إلى اتفاق وقف اطلاق النار كان «حزب الله» لا يزال قادراً على ضرب العمق الإسرائيلي وخصوصاً تل أبيب. ولو كانت قد حققت انتصاراً على «حزب الله» فهل كانت ستطلب هي وقف اطلاق النار، وتنسحب من معظم المناطق التي توغلت اليها في الجنوب؟ فيما المستوطنون الإسرائيليّون لم يعودوا إلى الشمال، خوفاً من علم لـ«حزب الله» مرفوع على أحد المنازل المدمّرة على الحدود». أضاف: «أمّا في ما خصّ ملف السلاح فهو مرتبط بالحوار المنتظر حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع، وهذا الأمر رهن بما سيقرّره رئيس الجمهورية في شأن الحوار، علماً أنّ مداولات تجري في بعض الأوساط تعكس الرغبة في إطلاق هذا الحوار في المدى المنظور».