الأفق اللبناني ملبّد بالكثير من الضبابية، تحديداً العربية والإقليمية منها. أمَّا في الداخل، فحديثٌ تقليدي عن التعيينات، وعن الإنتخابات البلدية التي تحفزت الماكينات الحزبية والعائلية والشخصية للتجهّز لها وخوضها. هذا في الوقت الذي لا وضوحَ بعد في الخطط الإصلاحية المرتبطة خاصة بإعادة هيكلة المصارف وصندوق النقد والتعاطي مع المجتمع الدولي عموماً.
وفي المواقف السياسية والرسمية، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون "ان من اولى واجباتنا ان نقوم بالإصلاح المطلوب بما يساهم في تغيير بعض الذهنيات"، واعداً ب"بناء لبنان الجديد"، وداعياً "للخروج من الزواريب الطائفية".
لكنَّ الحدث يبقى حتى الساعة سورياً. ذلك أن المجازر التي لم تهزّ فقط الساحل بل السوريين عموماً، عرّت السلطة الجديدة بقيادة أحمد الشرع من أي شرعية مع تشريع المنطقة لمجموعات أجنبية لترتكب ما ارتكبت من جرائم. ما الأخطر على سوريا، فهو دخول القوى الدولية على الخط من الباب التقليدي وهو حماية "الأقليات"، والتي لم تر ملجأ بعد اليوم إلا في هذا التدخل الدولي. وفي هذا الإطار، توالت المواقف الدولية المستنكرة والمدينة للمجازر، ومن بينها موقف ألمانيا اليوم الإثنين.
أما الشرع، فقد حاول الإستدراك من جهته معتبراً أن المجازر لن تمر من دون عقاب، محملاً المسؤولية ل"موالين" "للأسد ودولة أجنبية وراء الهجمات على قوات الأمن"، مقرّاً بأنَّ "الأحداث في سوريا ستؤثر على المسيرة".
وفي إطار الإضاءة على مخاطر ما يحصل في سوريا، سألَ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه على منصة "أكس": ما الهدف من إشعال الفتنة في سوريا وماذا يبقى من الدين إذا كان عنواناً للقتل؟"
وأكد باسيل أن "سوريا قلب المشرق العربي الحضاري، والحفاظ على نسيجها الإجتماعي مسؤولية الدولة فيها"، مشيراً إلى أن "ما يجري جريمة فظيعة لا يسمح به أي دين ومسؤولية كل الدول أن توقف حمام الدم"، ومشدداً على أن "خسارة سوريا المتنوعة خسارة للبنان المتعدد".