من يتنكر لأصل الرابع عشر من آذار لا أصل له في السياسة.
ومن يتعمد شطب التيار الوطني الحر تحديدا، من الرابع عشر من آذار، شَطبَ فصلا من فصول التاريخ.
فأصل الرابع عشر من آذار، ولو بعد ستةٍ وثلاثين عاما، يبقى في تلك الصرخة التي اطلقها عام 1989 قائد جيش القيت كرة النار بين يديه، بعد فشل طبقة سياسية كاملة، ضمت رؤساءَ ووزراء متعاقبين ونوابا ممددين، في اخراج الوطن من آتون الحرب، بتحريره من الاحتلال وسطوة العملاء.
اما الرابع عشر من آذار 2005، الذي تبناه من كان قبله بيوم واحد عميلا للمحتل، او خاضعا او مسهلا او مسايرا، او حتى محاربا ابناءَ وطنه وجيشَ بلاده في سبيلهِ، فتتويج لمسار عمره ستة عشر عاما، تخلله الثالث عشر من تشرين الاول 1990 والمنفى وآلاف التوقيفات.
واليوم، بعد ربع قرن على تحرير غالبية الاراضي الجنوبية من الاحتلال الاسرائيلي، اعادت اخطاءٌ استراتيجية معروفة استدراج المحتلين المتمسكين الى اليوم، بخمس نقاط ضمن الاراضي اللبنانية، والممانعين لحل ثلاثة عشر اشكالا حدوديا، عدا مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.
وبعد عشرين عاما على انسحاب الجيش السوري، انبطاح من نوع جديد، حينا امام حكم سوري جديد، واحيانا امام دول وسفراء من الشرق والغرب.
ومن 14 آذار 1989 الى 14 آذار 2005 ف14 آذار 2025، تبقى القضية الاولى واحدة وحيدة لا تتغير: القرار الوطني الحر لوطن حر سيد مستقل، نؤمن به واحدا، كليّ السيادة والاستقلال، لا شريك له في ارضهِ ولا وصي على قراره ولا رقيب على حريته… وطن يستحقه من ضحى، ويليق بالشهداء.
والليلة يحيي التيار الوطني الحر ذكرى الرابع عشر من آذار بعشائه التمويلي السنوي بحضور الرئيس العماد ميشال عون، على ان يلقي النائب جبران باسيل العاشرة ليلا كلمة في المناسبة تنقلها ال او.تي.في. مباشرة على الهواء