HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

«كلّنا إرادة» vs «أم. تي. في».. صراع صبية المصارف يحتدم!

21
MARCH
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

نزار نمر -

لا يزال الصراع الإعلامي مستمرّاً بين بعض أقطاب اليمين التقليدي بقيادة قناة mtv من جهة، وبعض المنظّمات ذات التوجّه النيوليبرالي بقيادة «كلّنا إرادة» من جهة أخرى، منذ استشارات تأليف الحكومة في الشهر المنصرم.

في بداية شباط (فبراير)، شنّت mtv هجوماً على جمعية «كلّنا إرادة» واتّهمتها بالمشاركة في تسمية وزراء في الحكومة من مؤيّدي شطب أموال المودعين، فقابلتها الجمعية بالردّ على لسان مديرتها التنفيذية ديانا منعم، متّهمةً القناة بأنّها أخذت دوماً طرف المصارف، فما لبثت mtv أن ردّت على الردّ عبر برنامج «صار الوقت» الذي أعلن فيه مقدّمُه مارسيل غانم رفع دعوى على الجمعية ومديرتها («الأخبار» 8/2/2025).

لكنّ الخلاف اتّخذ منحىً تصاعديّاً في المدّة الأخيرة، حيث بثّت mtv في نشراتها الإخبارية تقارير عن «كلّنا إرادة» بشكل شبه يومي تناولت فيها «مخالفات» الجمعية، إضافة إلى مقالات متكرّرة في صحيفة «نداء الوطن»، فيما تردّ المنظّمة مباشرةً أو عبر منصّات تدور في فلكها مثل «درج».

حقّ يراد به باطل
في الظاهر، يرى مؤيّدو الطرفَين أنّه خلاف بين حقّ وباطل. من جهة، يعتبر مؤيّدو mtv أنّها تحارب مَن يريدون شطب أموال المودعين وبثّ أفكار دخيلة على المجتمع، وغالباً ما يشيرون إليها باعتبارها «سوروسية» (نسبةً إلى الملياردير جورج سوروس الذي يملك منظّمات تطبخ ثورات ملوّنة)، أو تابعة إلى «اليسار العالمي» (وهم يشملون كلّ اليسار في سلّة واحدة، فيما يعنون بالتحديد النيوليبرالية العالمية). أمّا من جهة «كلّنا إرادة»، فهي تعتبر أنّ معركتها مع أحد أقطاب «السلطة»، إذ إنّ للقناة علاقات واسعة مع رجال في السلطة والمصارف، وتشير الجمعية بالتحديد إلى المصرفي أنطون الصحناوي، كما تعتبر أنّ مارسيل غانم وشقيقه جورج يتلقّيان الأموال من المصارف للترويج لسرديّتها المخالفة لمصالح المجتمع.
في الواقع، كلا الطرفَين على حقّ، وكلاهما تنطبق عليهما مقولة «حقّ يُراد به باطل». لكلاهما علاقات مع المصارف، كما يؤيّدان أفكاراً مضرّة للمجتمع مثل الخصخصة والتقشّف، ولو بسبل مختلفة بعناوينها.

كما أنّ كلاهما يعارضان مبدأ المقاومة ويفضّلان التطبيع مع العدوّ، بل حتّى يُدخلان المقاومة في سجالهما للمزايدة وتسجيل النقاط على الآخر!

الأمور أكثر تعقيداً ممّا يظهر، إذ يعيد البعض الأمر إلى محاربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنظّمات الليبرالية، ما انعكس على «كلّنا إرادة»، وإفادة mtv من هذه «النشوة» بما أنّها مؤيّدة لليمين.

احتقار لدور الدولة
لكنّ بيت القصيد هو أنّ كلاهما يضمران احتقاراً لدور الدولة وبالتالي الأموال العامّة وهي ملك الشعب، ولو أنّهما يرفعان شعارات حول «الدولة» و«السيادة» وغيرهما.

تهدف «كلّنا إرادة» وشلّتها إلى ترك المصارف تفلس كي يتسنّى خصخصتها وبيعها بأسعار زهيدة (تماماً كما تريد لمؤسّسات الدولة)، وهو سبب استنفار «حزب المصارف» الذي يتّخذ من إعلام آل المرّ بوقاً له.

خلف شمّاعة «حقوق المودعين»، تهدف «جماعة mtv» إلى حماية المصارف والاستمرار في إنكار إفلاسها، ما يؤجّل بالتالي الحلّ.

وهي منذ سنوات تحمّل الدولة مسؤولية الإفلاس، وعادت وأكّدت على هذا الموقف في مقال لنائب رئيس تحرير «نداء الوطن» رامي نعيم تحت عنوان «كلّنا إرادة بأن نمنع «كلّنا إرادة» قبل وقوع الكارثة»، هاجم فيه المنظّمة التي اتّهمها بعدم الإفصاح عن أعضائها ولا مصادر تمويلها واتّجاهات صرفها.

أشار نعيم إلى أنّ العضو في «كلّنا إرادة» الإعلامي ألبير كوستانيان تحدّث في إحدى مقالاته عن «ضرب القطاع المصرفي للتخلّص من الودائع وفقاً لقانون النقد والتسليف، والذي يؤكّد أنّه بمجرّد أن تعلن المصارف إفلاسها، يحصل المودع على 75 مليون ليرة لبنانية ولو كانت ودائعه المصرفية بملايين الدولارات».

سرعان ما يُظهر نعيم مكمن انزعاجه، إذ يضيف أنّ «كوستانيان نفسه ذكر في مقالته المذكورة، أن ليس من مسؤولية الدولة إعادة الأموال للمودعين، وأنّ الدولة لا تتحمّل الخسائر، ويمكن إيجاد حلّ لمشكلة المودعين عبر توزيع الخسائر».

وفي معرض ردّه، يكتب نعيم: «يا كوستانيان، ليس في القانون من خسائر بل ديون على الدولة اللبنانية، التي صرفت أموال المودعين في مصرف لبنان، ومجلس شورى الدولة أصدر حكماً واضحاً يدين الدولة اللبنانية التي صرفت 62 مليار دولار عبر الحكومات المتعاقبة وتخلّفت عن دفع اليوروبوندز»، في تحميل مباشر للدولة الخسائر، أي إعفاء المصارف من التزاماتها وأصحابها الذين جنوا أرباحاً هائلة على حساب المودعين والشعب عبر «هندساتهم» و«سعدناتهم» بالفوائد وبخدمة الدين، بمساعدة «مهندسهم» الأعلى رياض سلامة.

على الهامش، يمكن الإشارة إلى أنّ صحيفة «نداء الوطن» ذاتها كانت تنقل بيانات «كلنا إرادة» دوماً في الأمس القريب، عندما كانت مملوكة لرجل الأعمال الراحل ميشال مكتّف قبل أن يستولي عليها ميشال غابريال المرّ.

«كلنا إرادة» تلعب دور الضحية
من جهتها، نشرت منصّة «درج» مقطعاً مطوّلاً قبل أيّام لديانا مقلّد، سكرتيرة التحرير لديه، وهي تردّ على كلّ ما أوردته mtv و«نداء الوطن» ومنصّات أخرى، لاعبةً دور الضحية نيابةً عن الجمعية، وتقابلها باتّهامات مضادّة.

وأرفقت المنصّة منشورها بتعليق مكتوب أوردت فيه: «ترسانة التهم الجاهزة التي تستهدف مَن يطرح قضايا إصلاحية أو حقوقية. هذه التهم تُستخدم في لبنان ضدّ من يُعلي الصوت على سطوة زعماء طائفيّين أو على سلاح الميليشيا أو على المافيا المصرفية ومسؤوليّتها المباشرة عن احتجاز أموال اللبنانيّين وسرقتها، والتي تنشط أذرع إعلامية متعدّدة جاهزة لتوزيع الاتّهامات والأحكام وصكوك الوطنية.

هذه الحملة وصلت إلى إخبارات قضائية ضدّنا في «درج» وضدّ موقع «ميغافون»، تحوي تهماً فارغة. لكنّ المضحك أنّ المسؤولين مباشرةً عن الانهيار، من بعض المصرفيّين، هم من يموّلون وسائل إعلام تتّهمنا نحن بـ«التسبّب بالأزمة المالية» و«انهيار قيمة العملة الوطنية» و«إثارة الفتنة.

من المسؤول؟ إعلام ومواقع وشخصيّات محسوبة مباشرةً على الملياردير والمصرفي أنطون الصحناوي، الذي سبق أن رفع ضدّ «درج» دعويَين قضائيّتَين، والأهمّ حين نشاهد وسيلة إعلامية تتبنّى سردية المصارف، علينا أن نبحث إن كانت مموّلة من «مافيا المصارف» أو لا، كون الأخيرة تسعى إلى ترسيخ سردية الإفلاس ومنع المحاسبة، وتكرار خديعة اللبنانيّين مرة ثانية!».

في المقطع، تكلّمت منعم بالمضمون ذاته، مع فارق استخدام الصورة للتصويب على جهات معيّنة، فوضعت مثلاً شعارات منصّات مثل Içi Beyrouth و«ليبانون دبيايت» مع صورة المصرفي أنطون الصحناوي وشعار مصرفه SGBL، إلى جانب mtv ومارسيل غانم ورامي نعيم ورئيس تحرير IMLebanon طوني أبي نجم ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، وغيرهم. كما أشارت منعم إلى إنفاق المصارف على الإعلام اللبناني بما في ذلك مليار دولار لإفراد مساحة إعلانية لها، ولما وصفته بـ«سردية جمعية المصارف المهيمنة على بعض الإعلام».

«بطّيخ يكسّر بعضه»
وكانت تقارير mtv، التي لا تزال مستمرّة يومياً تقريباً، تطرّقت إلى «مخالفات» لجمعية «كلّنا إرادة» التي وصفتها بـ«الخارجة عن القانون»، مثل عدم الشفافية حول التمويل والأعضاء، والتدخّل في الانتخابات النيابية الأخيرة وكأنّها حزب سياسي رغم أنّ أهدافها المعلنة مختلفة، وحتّى احتمال «التواصل مع جهات خارجية قد تكون معادية للبنان» وفقاً لما أوردت القناة في أحد التقارير.

وفي نشرتها الإخبارية مساء الأحد الماضي، أضاءت في تقرير عن الدعوى على «درج» و«ميغافون»، على الملياردير جورج سوروس الذي وصفته بـ«الأخطبوط المتربّص بلبنان»، و«مؤسّسة المجتمع المنفتح» التابعة له، مستعرضةً «ثلاث كوارث عالمية» تُنسب إليه. ختاماً، لا يسعنا إلّا أن نأخذ طرف المجتمع، وأن ننعت من منظاره كلّ هذه الهمروجة بالمثل الشعبي: «بطّيخ يكسّر بعضه»!

 

الأخبار
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING