أشار النائبان نقولا صحناوي وادغار طرابلسي في مؤتمر صحافي عقداه في مكتب هيئة بيروت الأولى وتطرقا خلاله الى الانتخابات البلدية المقبلة، الى أن "المناصفة في بلدية بيروت بخطر لا بل أن كل شيء يدل حتى الان أن كل المساعي لضمان المناصفة لن تنجح".
وفي هذا السياق أشار النائب نقولا صحناوي الى أن "المناصفة في بلدية بيروت عمرها أكثر من 200 عاماً وحتى على أيام الوجود التركي كانت مضمونة وموجودة، وتكون النتيجة سيئة للبنان أنه وفي ظل ما يحدث في المنطقة أن نأخذ البلد بإتجاه مزيد من التطرّف والطائفية".
وقال: "رغبنا بعقد هذا المؤتمر من أجل توعية الرأي العام ولنطلب من المسؤولين من أعلى الهرم بدءا من رئيس الجمهورية جوزيف عون وصولا الى الحكومة فمجلس النواب أن يتحملوا المسؤولية ويعالجوا هذا الموضوع".
وشرح صحناوي سبل معالجة هذا الموضوع، لافتا الى أننا "حاولنا كتكتل "لبنان القوي" بالطريقة المناسبة عبر اصدار قانون يضمن المناصفة، لأنه وكل ست سنوات نصل الى الاستحقاق البلدي ونحن نعاني من نفس المشكلة وهي وجود المناصفة في خطر".
وشدد على أنه "حصلت عدة مرات على أيام العثمانيين الانتخابات ولم تحترم المناصفة وكانت الحكومة أو السلطات تلغي الإنتخابات نتيجة عدم احترامها وبعدها يلجأون الى تعيين الاعضاء بالمناصفة لأن عدم التوازن الديمغرافي ببيروت يفرز نتيجة لا يوجد فيها مناصفة بين المسيحيين والمسلمين".
وأضاف صحناوي: "من سبع سنوات تقدمنا كتكتل بثلاثة قوانين وكتيار وطني حرّ تقدمنا بقانونين يضمنان المناصفة إما بطريقة تقسيم البلدية الى بلديتين يجمعهما مجلس بلدي واحد، أو بطريقة إنتخاب أعضاء البلدية بدائرتين الدائرة الاولى والدائرة الثانية وكل دائرة تنتخب 12 عضواً والـ24 عضوا يشكلون المجلس البلدي".
وأكد أن "هذه القوانين تقدمنا بها ومنفتحون على مناقشة أي قانون المهم أن نصل الى ضمان المناصفة في بلدية بيروت".
وشدد صحناوي على أن "هناك عدة أفرقاء بالسياسة يعملون من أجل "التوافق" وآخرين يعملون من أجل إنتاج قانون جديد"، مؤكدا أننا "نتحدث مع الجميع والنوايا جيدة ولكن ورغم ذلك لسنا مطمئنين أولا لوجود عدة أفرقاء واذا اردنا الوصول الى توافق يجب أن يجمع فريق واحد خصوصا الذي "يمون" على الشارع السني أن يقوم بجمع الجميع لنسج التوافق بين الجميع ونذهب الى الانتخابات بتوافق لأنه واذا توافق القوى السياسية في بيروت فحتماً هذا الامر يضمن المناصفة".
ولفت الى ان "هذا الامر غير متوفر اليوم وهناك عدة أقطاب وكل جهة منهم تسعى الى نسج توافق وحدها وهذا لن يؤدي الى توافق يضمن المناصفة".
وأضاف: "هناك مشكلة أخرى أنه حتى ولو قمنا بالتوافق واستطعنا التوصل الى انتاج لائحة توافقية نكون قمنا بحل المشكلة في الاستحقاق بالبلدي الحالي وليس بالاجمال في كل الاستحقاقات القادمة، وبالتالي فإن الحل لن يكون إلا بإقرار قانون يضمن المناصفة"، لافتا الى أن "عدة قوانين طرحت تتحدث عن المناصفة وإحدها يضمن المناصفة "الصورية" وليس "الفعلية" بما معناه أن هناك فريقا واحدا يستطيع ايصال 24 عضواً وهو يقوم بتعيين الـ12 عضوا من الفريق الاخر وهذا ليس طبيعياً إذ إنننا نطالب بالمناصفة الفعلية بما معناه أن يفرز كل مكوّن ممثليه في البلدية".
وقال: "الوقت ضيق وإذا لم يتم عقد جلسة لمجلس النواب بأسرع وقت فسنذهب الى نتيجة سيئة جدا وبالتالي نهاية المناصفة في بلدية بيروت".
طرابلسي
بدوره النائب ادغار طرابلسي أِشار الى أننا "نطالب بالمحافظة على التوازن الطائفي والتنوع في العاصمة بيروت والمناصفة في بلدية بيروت حتى لا يصيبنا ما أصاب طرابلس التي ورغم كل النوايا الطيبة الموجودة لم تحفظ فيها الوحدة الوطنية في المجلس البلدي، وبلدية بيروت لن يكون وضعها مختلفاً عن بلدية طرابلس إذا لم تحفظ بالقانون إذ ليس في كل مرّة يجب أن نستجدي المقاعد أو الشراكة الوطنية"
وأكد في الوقت نفسه أننا "نثق بكل مكونات بيروت ولبنان والنوايا الطيبة جيدة إنما تحفظ في القانون".
النائب طرابلسي توجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام لتتم دراسة مشروع قانون أو إقتراح قانون في هذا الشأن وقال: هناك العديد منها موجود في ادارج مجلس النواب ونحن من الذين تقدموا باحداها مع اجراء تعديلاته المناسبة لضمان الوحدة في المدينة بيروت والا الشرذمة ستأتي وستكون الشرارة سيئة لشيء يخطط له للبنان برمته كما يخطط للشرق الأوسط من تقسيم مناطق وطوائف وغيره...
طرابلسي أكد "ما نقوله لا يأتي في سياق التهديد ولكن يمكن أن يُستغلّ لأننا نعيش في محيط ولن ننأى عما يحدث فيه الا اذا كنا حريصين على حفظ التنوع في هذا البلد".