تتجه الأنظار اللبنانية، والإقليمية، إلى محادثات العاصمة العُمانية مسقط بين الإيرانيين والأميركيين، لما لها من تداعيات بالغة التأثير. وبين المصالح الأميركية بقيادة ترامب، والعقلانية الإيرانية التاريخية، فإن الهدنة وفتح نوافذ لتمرير طهران العاصفة، هما الأقرب إلى الوقائع من الخيارات الإنتحارية.
وفي السياق نفسه للديناميكية الدولية – الإقليمية في الشرق الأوسط، يأتي الجو الإيجابي بين رئاسة الجمهورية وحزب الله لمعالجة ملف السلاح. ذلك أن بعبدا تدرك ألا حل للسلاح من خلال المزايدات والتشدد، ومن هنا تراهن على حل تدريجي قد يمتد سنوات، ضمن ما أطلقته حول "استراتيجية الأمن الوطني" الأوسع من مصطلح "الإستراتيجية الدفاعية". وفي المقابل، أرسل حزب الله هذا الأسبوع رسائل إيجابية عدة حول هذه المقاربة من خلال الحوار، وجددها النائب علي فياض بتأكيده علي أن "حزب الله، منفتح على أي مسار حواري داخلي تطلقه الدولة اللبنانية لمعالجة الملفات العالقة".
هذه النتيجة دفعت بالقوات اللبنانية ورئيسها إلى مواصلة رفع السقف، كون الحلول الهادئة و"التفاهمية"، تسحب من سمير جعجع استخدام العصبية في شارعه لتوظيفها في نتائج سياسية. ومن هنا ستكون المرحلة القادمة مرحلة استكمال لهذا الهجوم المستغرب، خاصة وأن "القوات" دخلت شريكة في الإئتلاف الحكومي العريض الذي تشكل ثنائية حزب الله – أمل أحد أحد أعمدته الرئيسية.
في هذا الوقت، تواصل السلطة بحث مشروع إصلاح المصارف، وسط تخوفٍ شعبي مستمر من أن تأتي الحلول لصالح لوبي المنظومة المصرفية الذي لم يهدأ ولم يستكِن في إعلامه منذ العام 2019. وفيما عقد مجلس الوزراء اليوم الجمعة جلسة لهذا الغرض، سيُتسكمل النقاش فيه غداً السبت.
توازياً، كان المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار يستجوب اللوائين عباس ابراهيم وطوني صليبا، اللذين مثلا أمامه من دون اتخاذ أي إجراء في حقهما.