اعتبر أمين عام الاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي المحامي فرنسوا العلم أن الذكرى الخمسين لحوادث ١٣ نيسان ١٩٧٥ التي شكلت شرارة انطلاق مختلف أنواع الحروب على لبنان، تحل هذا العام فيما لا تزال الأخطار والمؤامرات الخارجية والداخلية تشكل تهديداً وجودياً للبنان الدولة والكيان والمجتمع بكل اطيافه.
وقال العلم إن أولى هذه الأخطار تأتي من إسرائيل التي يحكمها بنيامين نتنياهو بحروب دموية خارجية وخلافات داهلية قد تؤدي الى حرب أهلية سيكون لها أيضا انعكاساتها على محيط فلسطين المحتلة، في حين أن الدولة العبرية مستمرة في اعتداءاتها وخططها في جنوب لبنان والبقاع الغربي لتهجير السكان والسيطرة على الارض والمياه.
واضاف أن في الجهة الشرقية للبنان باتت ايضا مهددة بعدما برز "الحكم التكفيري" في سوريا والذي لا يتردّد في محاولاته لاختراق الحدود في البقاع والشمال طمعا بعكار وطرابلس وصولا الى جبل لبنان.
ولفت الى ذلك فإن الدول الغربية ماضية في تمويل عمليات دمج ثلاثة ملايين نازح سوري تعدّت أعداد ولاداتهم في لبنان أعداد ولادات اللبنانيين مجتمعين، إضافة الى محاولت تلك الدول توطين مئات آلاف الفلسطينيين تدريجيا من خلال الضغط على الحكومات اللبنتنية المتعاقبة لاصدار مراسيم التجنيس وتزوير سجلات النفوس وبيع جوازات السفر، مما سيؤدي لا محالة الى تفجير الديمغرافيا اللبنانية من الداخل.
وأشار العلم الى أنه لا يكاد يمضي عام واحد منذ ١٩٧٥ دون أن يتعرض لبنان الى استهدافات أمنية واقتصادية واجتماعية يسيطر فيها القلق الدائم من الأخطار المحدقة ما يحول دون الشعور بالثقة في بناء مستقبل آمن ومزدهر.
وقال "إننا نرى والحالة هذه، أن الوطن اللبناني الذي يواجه اليوم هذا الكمّْ من المخاطر، هو بأمسّ الحاجة الى المقاومة اللبنانية التي انبعثت من الرماد في ١٣ نيسان ١٩٧٥ دفاعا عن القضية اللبنانية..
وهذا يتطلب تضافر جهود كل الشعب اللبناني بجميع طوائفه وتيّاراته الى الالتفاف حول مقاومة وطنية جامعة، لدعم الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية في معركة الحفاظ على لبنان أرضاً وسعباً ومؤسسات.
ورأى أن على الدولة اللبنانية التصدي لكل هذه المخاطر والمؤامرات الداخلية والخارجية بروحية المقاومة، ولربما تكون في أولوية الإجراءات التي عليها اتخاذها، هي تعميم ثقافة المقاومة وخلق بيئة وطنية جامعة برعاية الدولة ومؤسساتها لا سيما مؤسسة الجيش، وصولا الى توزيع السلاح على جميع اللبنانيين للدفاع عن وطنهم واهلهم في مواجهة كل أنواع المخاطر المحدقة