<
14 February 2021
كل ما سوّقه "المستقبل" غير صحيح .. لقاء ماكرون الحريري كان هامشياً وليس عشاءً ولم يستمر أكثر من 40 دقيقة

- الأجواء التسووية في المنطقة إنعكست سلباً على الملف الحكومي
- زيارة الحريري لقصر بعبدا "الفلوكلورية" لا أكثر
- الحريري يحاول دغدغة مشاعر جمهوره المتململ لشد أذره 
- الحريري عاجز  عن الإضاءة على "لب الأزمة" التي تعوق"التشكيل"
الثنائي الشيعي يشكل راهناً الحاضنة الأساسية للرئيس المكلف 
- زيارة الحريري لبعبدا بعد فرنسا هي تأكيد على الدعم الفرنسي للحريري
الحريري إستغل التعتيم الفرنسي على اللقاء الأخير الذي جمعه بماكرون
-  ماكرون للحريري : هامش المناورة ضاق
- لقاء بعبدا المذكور تم بناءً لطلب الرئيس المكلّف
- عون أبلغ الحريري: بس تجيب شي جديد تعا
- تخوف إفتعال حوادث أمنية وإستغلالها كحادثة قتل لقمان سليم
- قد نشهد حلحلة في حال حدوث تدخل فرنسي من حيث بدأ إنتهى الحريري
-  الوضع الحكومي موضوع في "ثلاجة الإنتظار"..

حسان الحسن - الثبات-

يبدو بكل وضوح، أن الأجواء التسووية التي بدأت تسود في المنطقة، بعد توجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى احتمال العودة إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة" التي تم التوقيع عليها مع إيران سنة 2015 من قبل الولايات المتحدة وخمس دول (فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، روسيا والصين) في شأن الحد والمراقبة الدولية للإنتاج النووي الإيراني. ثم تلا ذلك، إعلان وزير الخارجية الأميركية توني بلينكن، رفع اسم "أنصار الله" عن لوائح الإرهاب الأميركية يوم الثلاثاء المقبل، رغم الإعتراض السعودي على ذلك. الأمر الذي إنعكس سلباً على الملف اللبناني، وتحديداً مسألة تأليف الحكومة المرتقبة. وما يؤكد ذلك بما يقطع الشك باليقين، هو سلوك الرئيس المكلف سعد الحريري الأخير، الذي زار بعض عواصم الدول المؤثرة في المنطقة، علّها تتوسط للأخير لدى الرياض، لكسب رضاها، ولترفع بدورها "الفيتو" عن الحريري، كي تتاح له فرصةً جدية لتأليف حكومته المؤجلة، وإما بغير ذلك، "فلا تأليف حكومة في المدى المنظور"، كما يجزم مرجع نيابي سني.

 

وفي الوقت عينه، يلفت الى أن ما يسهم أيضاً في تأزيم الوضع الحكومي، هي العقد الداخلية، المتمثلة بإصرار الأفرقاء المعنيين بعملية تأليف الحكومة المرتقبة، على التمسك "بحصصهم الوزارية" فيها، من أجل التحكم في إدارتها، خصوصاً في حال تعذر إجراء إنتخابات رئاسية ونيابية في المرحلة المقبلة، وهذا ما يشكل تكاملاً بين العقد الداخلية والخارجية، أي "الفيتو السعودي" المذكور آنفاً، ويحول ذلك دون ولادة الحكومة المرجوة، على حد قوله.

 

ويصف المرجع زيارة الحريري الأخيرة، إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، "بالفلوكلورية" لا أكثر، خصوصاً أنها جاءت بعد جولةٍ خارجيةٍ للحريري، عاد منها الى بيروت خالٍ الوفاض، بدليل أنه لم يحمل معه أي جديدٍ يطرحه على رئيس الجمهورية، ما يؤشر الى أنها لسيت سوى "زيارة رفع عتب"، تحديداً تجاه الرأي العام اللبناني، للإيحاء بأن الرئيس المكلّف يقوم بواجبه، والرئاسة الأولى، هي التي تعوق مهمته، محاولاً بذلك دغدغة مشاعر جمهوره المتململ، لشد أذره، عشية ذكرى إغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كونه عاجز عن الإضاءة على "لب الأزمة" التي تعوق"التشكيل" فعلياً، وهي إستمرار الرفض السعودي، لمشاركة حزب الله في أي حكومةٍ جديدةٍ.

 

كذلك فأن الحريري، عاجز أيضاً عن إطلاق أي مواقف تصعيدية تجاه "الحزب"، أو الثنائي الشيعي، لأنه يشكل راهناً الحاضنة الأساسية للرئيس المكلف، لذلك يسعى الى توجيه سهامه الى رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، لتعزيز حضوره في شارعه، ولإسترضاء المملكة السعودية في آنٍ معاً، على إعتبار أن "الرئاسة" و"التيار"، حليفان أساسيان للحزب، يختم المرجع.

 

في المقابل، تلفت مصادر قريبة من رؤساء الحكومات وتيار المستقبل، الى أن هدف زيارة الحريري لبعبدا أخيراً، هي تأكيد على التزام الحريري إحترام الأطر والمؤسسات الدستورية في عملية تأليف الحكومة، كذلك للتأكيد على تمسك الحريري بتشكيلته الحكومية عينها، المؤلفة من 18 وزيراً من الإختصاصيين، لا يحصل فيها أي طرف على الثلث الضامن. أما في شأن توقيت الزيارة، فتشير المصادر عينها إلى زيارة الحريري للقصر الجمهوري وإعادة طرح تشكيلته الحكومية السابقة على رئيس الجمهورية، بعد جولته الخارجية، تحديداً بعد زيارته فرنسا ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون، صاحب المبادرة الآيلة الى إنقاذ الأوضاع في لبنان، هو تأكيد على الدعم الفرنسي للحريري، وكل ما يقوم به، تختم المصادر.

 

وفي هذا الصدد، يؤكد مرجع في فريق المقاومة، أن الحريري إستغل التعتيم الفرنسي على اللقاء الأخير الذي جمعه بماكرون، ليسوّق ما يريد من معلوماتٍ مغلوطة، لافتاً الى أن الفريق المذكور، تسنى له الإطلاع على بعض أجواء هذا اللقاء. ويكشف المرجع أن المعلومات التي نشرها فريق الحريري، وفحواها "أن هذا اللقاء، كان إلى طاولة عشاء، إستمر لساعتين"، هي معلومات غير صحيحة، جازماً أن اللقاء كان هامشياً، ولم يتجاوز الـ 40 دقيقة، وأكد فيه ماكرون للحريري "أن هامش المناورة ضاق أمامه، وما يستطيع أن يحققه في الشأن الحكومي اليوم، لن يحققه بعد 3 أسابيع، خصوصاً مع إقتراب بدء المفاوضات الأميركية – الإيرانية في شأن الملف النووي الإيراني".

 

ويشير الى أن لقاء بعبدا المذكور آنفاً، تم بناءً لطلب الرئيس المكلّف، كاشفاً أيضاً أن الرئيس عون أبلغ الرئيس الحريري، كلاماً مختصراً ومفيداً : "بس تجيب شي جديد تعا". إذاً لا تقدم في الملف الحكومي، ودائماً بحسب رأي المرجع. ولا يخف تخوفه من إمكان لجوء مجاميع المتضررين من إمكان إستتباب الأجواء التسووية في المنطقة وإنعكاسها على لبنان، الى المزيد من توتير الأجواء، وإفتعال حوادث أمنية، وإستغلالها،على غرار إستغلال حادثة قتل لقمان سليم، وقبلها حوادث طرابلس، وإنفجار المرفأ، للضغط على فريق ال-مقاومة ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، من أجل تحقيق مكاسب سياسية، لحفظ "ماء الوجه"، تحديداً في موضوع الساعة المطروح ، أي "تأليف الحكومة"، بعد خسارتهم المراهنة، على توجيه ضربة أميركية لإيران والمقاومة، يختم المرجع.


وفي السياق، يوافق مصدر مسؤول قريب من موقع القرار في ح-زب الله، الرأي المذكور آنفا، ألا تقدم في الملف الحكومي، وبدا ذلك جلياً من خلال تمسك الحريري بتشكيلته الحكومية المرفوضة من رئاسة الجمهورية، إلا في حال تبع ذلك، حدوث تدخل فرنسي، يسعى الى حلحلة العقد من حيث إنتهى الحريري في الساعات الفائتة، علّ أن تؤدي هذه المساعي المفترضة، الى تذليل العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، يختم المصدر.


بناء على ما تقدم، يعتبر مرجع وباحث أكادمي وإستراتيجي أن الوضع الحكومي اللبناني، موضوع في "ثلاجة الإنتظار"، لحين أن تتبلور نتائج زيارة ماكرون المرتقبة الى السعودية، وإمكان إستحصاله من الرياض على إجازة تأليف حكومة للحريري، واما بغير ذلك، فالمشهد بالغ التعقيد، يختم الباحث.