<
04 March 2021
ريكاردو كرم لرئيس الجمهورية عبر الـtayyar.org: حتى لو ثمّة من يشتم، المهمّ أن نصل الى الحق والحقيقة

غريس مخايل -

"الآن وبعد أن انتفض الشارع وأُشعلت الإطارات وقُطعت الطرقات وعلت الهتافات وسالت التغريدات وصدحت الأغاني الوطنية وأناشيد الثورة،لن يتغيّر شيء. الإصلاحات لن ترى النور ولن نستعيد أموالنا إلّا من خلال التدقيق الجنائي. وكل من لا يريد لهذا التدقيق أن يصبح حقيقةً هو كافر تماماً كما الجوع"... هي تغريدة الاعلامي ريكاردو كرم التي تفاعل معها الناشطون بشكل كبير، فكان للـtayyar.org هذا الحديث معه.

لماذا هذه التغريدة في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا برأيك التدقيق الجنائي هول الحل؟
منذ ولوجي عالم التغريدات آثرت دائماً الاحتكام الى المنطق والعقل، والربّ يعطينا العقل ليقودنا. أنا لم ألجأ يوماً للأسلوب الصاخب في التغريدات لحيازة عدد من "اللايكات" أو لمتابعين أكثر على صفحتي، إنما ما أردته دوماً هو أن تصبّ تغريداتي في خانة العقلانية والموضوعية. وفي هذا الاطار كتبت التغريدة عن التدقيق الجنائي، لأنني أرى أنه الحل لكل ما نعيشه. ما من شكّ أننا في نفق مظلم والجوع كافر وهو يدقّ أبواب مئات الالاف من اللبنانيين، لكن النضال يجب أن يكون بالعقل، الأمر الذي يحتاج الى وقت طويل ونفس طويل. أما ما لاحظته فهو أن عدداً من المواطنين لم يفهموا فعلياً ما هو التدقيق الجنائي وما هي خصائصه، فقد كتب البعض تعليقاً على تغريدتي:"كيف بدنا نوثق بالقضاء اللبناني، ومين بدو يعمل التدقيق بلبنان". هم لم يعرفوا أن من يقوم بالتدقيق الجنائي شركات عالمية، لذلك نصيحتي الدائمة هي الاحتكام الى العقل قبل السباب والشتائم.

من برأيك لا يريد التدقيق الجنائي اليوم؟
كلّ رجل سياسي عليه علامات استفهام هو من لا يريد التدقيق الجنائي، لان التدقيق إضافة الى أنه يلاحق المعاملات المالية والانتهاكات القانونية لكن الاهم يكشف عمليات الاختلاس وغسيل الأموال والفساد ويتابع كل التحويلات الى الخارج.


أنت بتأييدك للتدقيق الجنائي تلتقي مع التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، هل يؤثر سلباً هذا الأمر عليك بشكل أو بآخر؟
أنا ألتقي مع فريق سياسي مكوّن من أصدقاء وأحباء كما هو الحال مع أحزاب أخرى وأصدقاء آخرين. وأعتقد أنّ التدقيق الجنائي هو مطلب أساسي لكل المواطنين. قد يكون البعض في خندق مختلف أو تيار سياسي غير موالٍ للتيار الوطني الحر لكن على الجميع أن يؤيد التدقيق الجنائي. وليس لانه مطلب رئيس الجمهورية على البعض شتمه فقط لأنهم يرغبون بالقول:"نحن ضدو"، الأمر الذي لمسته من خلال بعض التعليقات على تغريدتي التي بمعظمها جاءت من حسابات وهمية. صحيح أننا نعوّل على شباب اليوم، لكن عليه أن يتحلّى بالوعي والإدراك والحكمة ويجب أن يلتقي مع الآخر على قيم الوطن ومحبة الوطن ومصلحة الوطنية. لكل منّا أحلام وآمال ونريد تحقيقها في بلادنا وبين أهلنا.

ماذا تقول لرئيس الجمهورية المطالب الأول بالتدقيق الجنائي؟
أقول للرئيس عون إن المشوار طويل وفيه الكثير من الأشواك، وفي حياتنا نلتقي مع أشخاص أو نختلف معهم لكن حتى لو ا كانت لآلية مغايرة وحتى لو ثمّة من يتهجّم أو يشتم، المهمّ أن نصل في النهاية الى الحق والحقيقة وتحقيق العدالة. وأنا في هذه المناسبة أدعو اللبنانيين الى الولاء للوطن ولمصلحة أولادهم في الغد. حتى لو كانوا موالين لمطلق أي تيار، يبقى الوطن أهم من كل السياسيين الذين اقتسموا الغنائم وأتمنى عليهم الاحتكام دوماً الى ضميرهم وإلى لغة المنطق بعيداً عن الكيديات والنكايات

وفي الختام كانت شهادة مؤثرة من الاعلامي كرم عن وطنه لبنان اذا قال:"قضيت حوالى أربعة عشر عاماً أجول العالم حيث فُتحت لي الأبواب والله وفّقني، وكل ما جنيته هو اليوم محجوز في المصارف في لبنان، لكنني يوماً لم أتذمّر من الأمر، لا بل عندما أستقيظ كل صباح أشكر الربّ على أن صحتي بخير وصحة عائلتي كذلك وأردّد دائماً أن الغد سيكون أفضل. صحيح أنني في لبنان منذ عام، أي في أسوأ مرحلة مرّ بها في تاريخه، لكنني أحمد الله دوماً على هذا الأمر. التجارب التي مررنا بها جعلتني أكثر التصاقاً بأرضي وأهلي. تصوّري أن تمرّ بلادي بما تمرّ به اليوم وأنا بعيد عنها. أنا قادر على العيش مع عائلتي في الخارج، لكن هنا سأبقى.