<
27 April 2021
سكاف: استناد لبنان الى قانون البحار يعطيه قوة طالما المفاوضات برعاية الامم المتحدة فيجب احترام القانون الدولي

رانيا شخطورة - اخبار اليوم

بعد اربع جلسات، علّقت المفاوضات بترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية، دون تحديد اي موعد جديد...


وفي وقت كان ينتظر ان تحرك الزيارة الاخيرة لمساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل الى بيروت (13-15 الجاري) الملف، اعلنت وزارة الطاقة الاسرائيلية خريطة جديدة للتفاوض وسمتها "الخط 310" أو الخط الأحمر، الممتد شمالاً إلى أبعد من الموقف التفاوضي الأساسي لإسرائيل والمتمثل بالخط الأزرق. والمساحة هي ضعف المساحة المتنازع عليها.


وقال مصدر في الوزارة الاسرائيلية ان هذه الخطوة لم تكن نية إسرائيل الأصلية، بل رداً على تعديل لبنان مطالبه. وذكر أنًّ ذلك لا يمهد الطريق أمام حل قريب، بل يحقق التوازن بين مطالب الجهتين.


فهل هذه الخطوة الاسرائيلية ستؤدي الى مزيد من التأزم، او تعيد الطرفين الى طاولة المفاوضات، بحيث اصبح لكل طرف خريطة مختلفة عن تلك التي انطلقت حولها المفاوضات في تشرين الاول الفائت؟

من جهته اوضح الخبير في شؤون النفط والغاز الدكتور شربل سكاف انه منذ العام 1993 اجمعت المحاكم الدولية على ضرورة التوصل الى حلّ منصف بين الدول التي لديها نزاع بحري بالاستناد الى القانون الدولي الذي يقتضي تطبيق قاعدة خط الوسط (ظروف ذات صلات خاصة المادة 15 من قانون البحار)

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال سكاف: انطلاقا من هذا المبدأ، طرح لبنان الخط 29 هو خط وسط دون اعطاء تأثير للجزر غير المأهولة وخاصة "جزيرة تخليت" سندا الى المادة 121 من قانون البحار.

واذ شدد على انه طالما المفاوضات برعاية الامم المتحدة فيجب احترام القانون الدولي، قال: ما اعلن عنه الجانب الاسرائيلي ليس جديدا بل كان قد كشف عنه قبل بدء التفاوض في 11 تشرين الثاني ثم سحبه من التداول الاعلامي، وبالتالي فان الهدف منه هو التهويل على لبنان. خصوصا انه لم يطرح اطلاقاً خلال المفاوضات. بل ظهر اول مرة في الاعلام الاسرائيلي في السابع من تشرين الثاني في موقع "اسرائيل هايوم" على تويتر كردة فعل اعلامية بعد عرض لبنان الخط 29 خلال المفاوضات مظهراً الارباك الاسرائيلي. فرد لبنان في التاسع منه بطرح خط امتداد الحدود البرية أو خط العرض 270 وهي خطوط تطال حقول تامار وتانين ولوفاتيان الاسرائيلية. وجاء الرد الاسرائيلي على لسان سفير اسرائيل السابق في مصر إسحاق ليفانون الذي كتب في جريدة جيروزالم بوست في مساء اليوم نفسه ان اسرائيل تخطئ اذا لوحت بالخط 310 وجرت لبنان الى تصعيد في مطالبه، متبرئاً من تداعيات الخط ومطالباً التمسك بالمفاوضات على الاسس السابقة. وكانت هذه المرة الوحيدة سابقا التي ذكر فيها هذا الخط "الاعلامي" مع العلم انه لا يستند الى اي اساس قانوني اطلاقاً.

واضاف: اذا كانت اسرائيل ستتمسك بهذا الخط العشوائي، الذي لا يستند الى اي قانون، فانه يمكن للبنان ان يطرح خطا يكون امتدادا للحدود البرية، ما يعطيه نحو 5230 كلم جنوب النقطة 32 والحالة هذه يكون قد دخل في حقول تامار وتانين ولوفاتيان الاسرائيلية.

وهل هذا الطرح، سيعيد الجانبين الى طاولة التفاوض او سيؤدي الى مزيد من التأزيم؟ اجاب سكاف: يجب تحديد المعيار، ولكن على اي حال الطرح اللبناني متقدم كونه مستند الى القانون واقوى من طرح اسرائيلي التي تدرك هذا الواقع وتعمد الى رفع السقوف، مكررا طالما التفاوض برعاية الامم المتحدة فان الامر يعني تلقائيا الالتزام بالقانون الدولي، فليس الموضوع رسم خطوط عشوائية واعتباطية، بل بكيفية الدفاع عنها سندا الى القانون الدولي، داعيا الى عدم الرضوخ للتهويل الاسرائيلي الذي يمعن بخرق القوانين الدولية.

 

وكالة أخبار اليوم