الميادين -
دخلت "إسرائيل" بأعلى مستوياتها على خط الأزمة في لبنان عبر موقف أطلقه رئيس الحكومة نفتالي بينت، خلال جلسة حكومته الأسبوعية اليوم الأحد، هو الأول له بهذا الشأن بعد أن كان سبقه وزير الأمن بني غانتس، عندما أعلن قبل أسبوع تقريباً استعداد "إسرائيل" لتقديم مساعدة للبنان، قال إنها مساعدة إنسانية.
وتطرق بينت إلى الوضع في لبنان قائلاً: "كما كل الدول التي تسيطر عليها إيران، هذه المرة مواطنو لبنان يدفعون ثمناً باهظاً. نحن نتابع الوضع عن كثب وكذلك أيضاً وزير الأمن ووزير الخارجية، وسنظل في حالة تأهب".
ينقل معلّقون عسكريون عن المؤسسة الأمنية تقديرات مفادها أن الأزمة اللبنانية، من جهة تنطوي على إمكانية تهديد (لإسرائيل)، ومن جهة ثانية تشكّل فرصة لحزب الله وإيران، "للظهور كمُخلّصَين للبنان أو تشجيع حزب الله على السيطرة علناً على ما تبقى من الدولة اللبنانية".
في المقابل، يوجد في "إسرائيل" من يرى في الأزمة فرصة لإبعاد حزب الله من مكانته المركزية في لبنان.
وبحسب معلقين، فإن كل السيناريوهات التي يُتابعها الجيش الإسرائيلي مقلقة، ومنها "توسّع مناطق الحكم الذاتي تحت سيطرة حزب الله، وصولًا إلى سيطرة علنية وشاملة بدعمٍ من إيران".
أما "بارقة الأمل" للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية فتتمثل في أن تقيّد الأزمة حزب الله.
معلق الشؤون العسكرية في موقع "والاه" أمير بوحبوط ، أشار إلى أن الانهيار الاقتصادي الشديد في لبنان والفراغ الحكومي الذي نشأ في الدولة يدخلان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حالة استنفار.
وأضاف أنه "بينما تعمل إيران وحزب الله على توسيع موطئ قدم في لبنان، يحذر مسؤول أمني كبير إسرائيلي من الوضع المتفجر الذي وصل إليه لبنان مما يقرب إسرائيل من المواجهة مع جارتها"، حسب قوله، محذراً من لأن "حرب لبنان الثالثة هي مسألة وقت".
وأشار المصدر نفسه إلى عدد من الأحداث الخطيرة التي شهدها لبنان العام الماضي، أبرزها استمرار تطوير وتقدم مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله الذي يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكلٍ عام ومنشآت استراتيجية مثل محطات الكهرباء والبنية التحتية للمياه ورموز حكومية على وجه خاص.
في موازاة ذلك، "يواصل حزب الله التسلّح بمنظومات دفاع جوي تهدد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المجال الجوي اللبناني والمنطقة، و هذه قضية مقلقة جداً"، بحسب المسؤول الإسرائيلي الكبير.
مسألة أخرى تقلق جداً المؤسسة الأمنية، بحسب بوحبوط، تتعلق بالجيش اللبناني. بوحبوط نقل عن المصدر الأمني نفسه، القول إن تفكك الجيش اللبناني بسبب المشاكل الحالية سيعزز حزب الله ويساعده على السيطرة على منظومات أسلحة مثل الدبابات والطائرات وأسلحة أخرى.
وكشف المصدر الكبير أنه تم إرسال رسائل إلى كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية مفادها أن على الولايات المتحدة أن تدعم وتقوي الجيش اللبناني لمنع حصول فراغ أمني آخر سيدخل فيه حزب الله وإيران بسرعة.
المصدر الأمني تطرق أيضاً إلى الاستعداد المتوقع من جانب الجيش الإسرائيلي في حال نشوب حرب مع حزب الله، وقال إنه على الجيش تعزيز قدراته، لاسباب عديدة من بينها القدرات الفتاكة لدى حزب الله وتعقيدات المواجهة المسلحة في دولة تفرض تنفيذ مناورة برية عميقة.
ووفق كلام المصادر الأمنية فإن التطورات في لبنان تفرض على المستوى السياسي الحسم في الكثير من القضايا التي ترتبط ببناء قوة حزب الله الذي يتلقى مساعدة مستمرة من إيران.
وأشار معلقون إلى أن إحجام الغرب ودول الخليج عن تقديم المساعدة للبنان لمنع وقوعه نهائياً في قبضة حزب الله وإيران، وفي الموازاة عدم قدرة إسرائيل على التدخّل مباشرة للمساعدة، يوجِد تحدياً جديداً لإسرائيل، تحدٍ يتمثل في تقييد حركتها العسكرية في لبنان في حال ملأت روسيا والصين الفراغ.
ويُشير معلّقون إلى أنه "من اليوم إسرائيل مرتدعة عن العمل علناً ضد حزب الله في لبنان، نصب وتدٍ روسي أيضاً في هذا البلد يمكن أن يضيّق أكثر على خطوات إسرائيل" (ضد حزب الله).
معلقون لفتوا إلى أنه دخل إلى الملعب اللبناني الصين وروسيا وعرضوا على لبنان استثمارات كبيرة مثل إعادة إعمار الموانىء البحرية وإقامة محطات تكرير للنفط وبنى تحتية للكهرباء.
هكذا وضع سيحرم "إسرائيل"، بحسب المعلقين أنفسهم، من اكتساب مزيد من السيطرة على ما يحدث في لبنان، لأن هذا الوضع معقد قبل دخول روسيا والصين إلى لبنان وخصوصا على خلفية تلقي الحكومة الإسرائيلية الضعيفة التعليمات من الإدارة الأميركية. ولهذا السبب يجب على "إسرائيل"، برأيهم، أن تبلور استراتيجية عمل على عجل وتنفيذها سريعاً بحزم وحذر.