حضرة وزير الخارجية والتجارة الهنغاري Peter Szijjarto
معالي الوزراء الحاليين والسابقين
سعادة النواب
سعادة السفراء
القادة الامنيين
رؤساء البلديات والاعلاميين
ايها الحفل الكريم
منذ احد عشر عاما ونيف انفجرت على حدود لبنان مأساة طالت دولة شقيقة وشعب شقيق هو الشعب السوري. ظن البعض حينها انها مسألة ايام او اسابيع او اشهر ولكن اذ بالازمة تطول ومئات النازحين الذين بدأوا بالتوافد يومها الى بعض المناطق الحدودية في لبنان طلباً للأمان بداية باتوا آلافاً وملاييناً يسكنون وطناً بات مرهقاً ومثقلاً بأعباء جمّة.
انطلاقا من التضامن العربي والانساني والاخوي استقبل الشعب اللبناني بكل اطيافه اخوتهم السوريين فاتحين لهم قلوبهم قبل بيوتهم لإستقبالهم والتخفيف من معاناتهم فتشارك الشعبان كافة الموارد المتاحة على الأراضي اللبنانية دون تمييز أو تفرقة من الدولة اللبنانية لجهة الحصول على السلع المدعومة او الخدمات الاساسية من صحية وتربوية، إجتماعية وغيرها.
وايمانا منها بضرورة حماية حقوق الانسان وتلبية لحاجات النازحين، سعت السلطات اللبنانية ضمن الامكانات المتاحة لديها الى توفير ما امكن من خدمات للنازحين وتسهيل اقامتهم في كل المناطق اللبنانية كذلك فقد توافدت المنظمات والجمعيات غير الحكومية اللبنانية منها والأجنبية وهبّت لتقديم سلة من الخدمات المتنوعة للنازحين السوريين القاطنين على كافة الأراضي اللبنانية
ومع مرور الأيام وانقضاء السنوات استمر تدفق النزوح السوري الى لبنان الى أن بات النازحون السوريون
منتشرين في كل حي ومدينة وقرية ( حتى ان هناك قرى كثيرة فاق فيها النازحون عدد السكان اللبنانيين).
توقفت الاعمال العسكرية تقريبا منذ وقت طويل ولا زال النازحون في لبنان هذا البلد الصغير المساحة ضعيف الامكانات الذي اصبح يعاني من مشاكل إقتصادية وإجتماعية عديدة، فقد تغير الوضع في لبنان وانفجرت الازمات المتلاحقة منذ العام 2019، تسارع الانهيار المالي والاقتصادي ،جائحة كورونا، وكارثة تفجير مرفا بيروت. كل هذه العوامل ساهمت في تدمير البنية الاجتماعية للشعب اللبناني فبات اكثر من نصف اللبنانيين يرزحون تحت خط الفقر.وبدأت التباينات تظهر بين اللبنانيين والسوريين اكثر
واذا اردنا تعداد اوجه الضغط الذي يحصل على لبنان نتيجة كثافة النزوح السوري سواء اقتصاديا / امنيا / ماليا / بنى تحتية /بنية اجتماعية لأستمرينا لساعات طويلة .
ناقوس الخطر قد دقّ !
لا يمكن لهذا لوضع ان يستمر !
القرار الوطني اتخذ !
ولبناننا الصغير لم يعد يحتمل !
يجب تطبيق العودة الامنة للنازحين السوريين الى بلدهم !
يجب تطبيق القوانين والانظمة !
على النازحين العودة رحمة لسوريا الوطن النهائي لأبنائه ورأفة بلبنان الكيان والهوية .
إن الآليات المتبعة من قبل الامن العام اللبناني جديرة بالإحترام ونحن واكبنا ميدانيا مرحلتين من العائدين وصولاً الى عرسال وحدود القلمون وشهدنا كيف يقوم الأمن العام اللبناني والأجهزة العسكرية والامنية بتسهيل العودة مع السماح للعائدين بأخذ حاجياتهم وشاحناتهم وجراراتهم وخيمهم معهم، مع التأكيد على حرصنا على أهمية حفظ سلامة العائدين بالتنسيق مع الجانب السوري الذي يبدي التعاون اللازم.
نحن ندعو المجتمع الدولي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) لمساعدتنا على حث النازحين السوريين على العودة والى البدء تدريجيا بتخفيف المساعدات المقدمة للنازحين المتواجدين على الاراضي اللبنانية وتقديمها لهم لدى عودتهم الى ديارهم لتحفيزهم على هذه العودة.
كما ندعو الوزارات اللبنانية والسلطات الامنية والعسكرية والبلديات الى التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على الجميع ومن ضمنهم النازحين السوريين في كافة المجالات من :
• قيادة الاليات والمركبات دون اوراق او ترخيص
• ايجارات المنازل دون اوراق قانونية
• الدخول خلسة الى لبنان
• اعادة المحكومين عبر القضاء اللبناني بجنح او جنايات الى بلدهم
• ارتكاب اي مخالفة للقوانين من اي نوع كان
ان تطبيق القوانين لا يحتاج الى اذن من احد ولا الى قرار من احد فالمتقاعس عن تطبيق القانون في موضوع خطير كهذا عليه ان يتحمل مسؤولياته امام القضاء وامام التاريخ .
السيدات والسادة،
امام هذا الكم الكبير من النازحين في لبنان
واما هذا الكم الكبير من المشاكل والازمات التي يعاني منها لبنان
وامام انهيار اجتماعي اطاح باكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر
وفي حال غياب المعالجة الرصينة والجادة والانسانية لهذا الملف
استطيع الجزم اننا غير قادرين على تأمين الاستقرار المجتمعي في لبنان وسوف يصبح البحر المتوسط اكثر فاكثر ملاذ عبور نحو الأمان الأوروبي للبنانيين والسوريين والفلسطينيين.
لذلك، ، ندعو القادة وأصحاب القرار تحمل مسؤولية إنتاج حلول تحمي السلم والامن الإقليميين والدوليين وتعيد النازحين الى ديارهم بدلاً من دعمهم في دول الجوار ومنها لبنان. وهذا ما يخفف من حدة الازمات التي يعاني منها بلدنا ويعيده جوهرة إبداع ونموذج ديمقراطي للشرق الأوسط الذي يحتاج الى الأمان المفقود فيه منذ عقود.
السيدات والسادة،
إن ما عاناه مجتمعنا منذ عقود يعود بذاكرتنا وينبّهنا من الوقوع تحت نير الحرب والإقتتال مرّة ثانية وجلّ ما نقوم به اليوم هو الخير والخير البديل تفادياَ للشر والشر الأعظم فخير العقلاء من يتّعظ.
عشتم وعاش لبنان السيادة الإستقلال.