<
27 September 2024
المقاومة تبدّد في الميدان أوهام المستوطنين وجيشهم وقادتهم

بعض ما جاء في مانشيت البناء:

لم تعد المفاوضات التي بدت أمس، خياراً راهناً تملك الاندفاعة ذاتها، بعدما بدا الكيان تحت تأثير نشوة صورة النيران تلتهم المنازل في لبنان وتحصد مئات الشهداء وآلاف الجرحى، فظهر إجماع القيادات السياسية وقادة الجيش ووزارة الدفاع وتكتلات الرأي العام، حول مواصلة الحرب ووهم النصر، وتنافس الجميع في إظهار ثقتهم بأن هناك إنجازات تحتاج إلى مواصلتها بالمزيد من القوة، بينما يتحدّث بعكس ذلك الخبراء الذين حذروا من فشل الحرب في غزة ولم يسمع لهم أحد إلا بعد شهور من المحاولات الفاشلة لتحقيق النصر الموهوم.

 

ويبدو أن أياماً وأسابيع يجب أن تمرّ هذه المرة حتى تتبدّد هذه الأوهام. وهؤلاء الخبراء الذين يمثلون ضباطاً كباراً سابقين في جيش الاحتلال يقولون إن القوة استنفدت قدرتها على فعل المزيد وإن التوقف الآن هو عمل نموذجي للكيان والدخول في تفاوض بالتوازي لوقف النار في جبهتي لبنان وغزة بالتوازي والتزامن.

 

ويسألون ماذا سنفعل إن بقينا في الحرب، والحرب البريّة مجرّبة ومعروفة النتائج، تجربتا غزة وحرب 2006 تقولان إن حزب الله سيخرج منتصراً في الحرب البريّة وإن الذهاب إلى حرب المدن لا يعني إلا فتح الطريق أمام ترسانة حزب الله أن تجري مناورة نارية تظهر التوازن الناري مع الكيان، بينما تبدو “إسرائيل” اليوم في وضعيّة التفوّق الناري.

 

المقاومة في الميدان غير معنية بالمسار التفاوضي أقلع أم لم يُقلع، وهي تستثمر كل لحظة ودقيقة لفرض إيقاع يؤكد إمساكها بزمام المبادرة ويبدّد أوهام المستوطنين وجيشهم وقادتهم حول إمكانية تحقيق نصر، فتوسّع دائرة النار جغرافياً وتدمج استهداف المواقع العسكرية والحيوية باستهداف المدن والمستوطنات، وتزيد عدد صلياتها الصاروخية اليومية وترفع من نوعيتها الى الأكثر قدرة، حتى يكتشف الموهومون بتحقيق النصر أنّهم كيفما استداروا في هذه الحرب فإنهم سوف يحصدون الخيبة والفشل.

البناء