<
28 September 2024
الضاحية تشتعل.. والمنطقة على شفا حرب كبرى..!

هو التدحرج بسرعة فائقة نحو حرب كبرى بما تحمله من كوارث وأهوال، تدفع إليها إسرائيل بإجرام غير مسبوق كسرت فيه كلّ القواعد. تجلّى بالأمس عدوان رهيب شنّته على الضاحية الجنوبية، بغارات جوية عنيفة قالت اسرائيل إنّها استهدفت المقر الرئيس لـ"حزب الله" تحت أماكن سكنية. لم يتأكّد حتى ساعة من فجر اليوم ما اذا كان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله موجوداً في المكان المستهدف ام لا.

هذا العدوان يشكّل انتقالاً الى مستوى آخر من الحرب، تتفق التقديرات على أنّ احداً لا يمكن أن يتنبأ بمداها ورقعتها الجغرافية. ليس لحجم هذا الهجوم وعنفه ومكانه فحسب، بل للجهة المستهدفة، حيث انّ اخطر ما في هذا الهجوم هو إعلان إسرائيل انّ الهدف الرئيسي هو اغتيال السيد نصرالله، واشارت القناة 12 الاسرائيلية بأنّه تمّ التخطيط منذ مدة طويلة لاغتيال نصرالله، واليوم وصلت المعلومة الذهبية واستُهدف المقر».

التسارع الرهيب نحو انهيار الوضع الى مستويات كارثية، بدأ نهاراً بغارات جوية عنيفة على مختلف قوى وبلدات الجنوب والبقاع، وصولاً إلى الهرمل، وكذلك إلى بلدة بعذران في الشوف بغارة من طائرة مسيّرة، وبلغت ذروة في العنف في ساعات المساء الاولى، بسلسلة غارات جوية عنيفة جدّاً على الضاحية الجنوبية استهدفت مجموعة من المباني في منطقة شعبيّة مكتظة بالسكان في طلعة العاملية ما بين برج البراجنة وحارة حريك، وخلّفت دماراً هائلاً يفوق الوصف في المباني السكنية، حيث أفيد عن 6 بنايات سوّيت بالأرض، وأدّت الى سقوط عدد كبير جداً من الشهداء والجرحى من الصعب إحصاؤهم. (ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان 300 شخص قتلوا في الهجوم بحسب احصاءات اسرائيلية). وتبعت ذلك سلسلة غارات عنيفة شنّها الطيران الحربي الاسرائيلي بعد منتصف ليل امس، على الضاحية الجنوبية استهدفت عدداً من المباني السكنية ولاسيما في أحياء الليلكي، سانت تيريز - الحدث والكفاءات والشويفات وتسببت بدمار كبير. وكذلك غارات مماثلة على مختلف مناطق الجنوب ولاسيما مدينة صور.

وقالت اسرائيل انّ العدوان ما بين برج البراجنة وحارة حريك «استهدف مقرّ القيادة المركزيّة لـ«حزب الله» يقع تحت مبانٍ سكنيّة، وانّ طائرات حربيّة من نوع «F35» نفّذت الهجوم بصواريخ طراز «MK84» خارقة للتحصينات زنةّ الصّاروخ 2000 رطل (1 طن)». واتبعت ذلك بتوجيهات الى الجبهة الداخلية بفتح الملاجىء في حيفا وتل ابيب وكل انحاء اسرائيل واستنفار كل دفاعاتها الجوية والاسعاف، تحسباً لردّ متوقع من «حزب الله» ومحتمل من ايران، على ما ذكرت هيئة البث الاسرائيلية. وتلا ذلك اجتماع عاجل للقيادة الامنية الاسرائيلية لبحث نتائج قصف الضاحية والاستعداد للمراحل القادمة.

وأعلنت العلاقات الاعلامية لـ« حزب الله» في بيان فجراً «ان لا صحة لادعاءات العدو الكاذبة عن وجود أسلحة في المباني التي استهدفها العدو في الضاحية».

وفيما نقلت «القناة 13 الاسرائيلية» عن مسؤول اسرائيلي رفيع قوله «إنّ اسرائيل أبلغت واشنطن بالهجوم قبل وقت قصير من تنفيذه»، قال مسؤول اميركي لشبكة «اي بي سي» انّ اسرائيل ابلغت واشنطن قبل اقل من ساعة من الضربة بأنّها ستستهدف نصرالله. الّا أنّ الرئيس الاميركي جو بايدن اعلن انّ واشنطن لم تكن على علم بهجوم بيروت ولم تشارك فيه. كذلك نفى البنتاغون اي دور لواشنطن في هذا الهجوم، أو أن تكون واشنطن قد أُخطرت بذلك. مشيراً الى انّ الهجوم حصل بينما كان وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن يتحدّث هاتفياً مع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت.

الجمهورية