<
21 October 2024
لم يتبقَّ لهاليفي في لبنان سوى هذه الأهداف

الثبات: حسان الحسن-

أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان بدء مرحلةٍ جديدةٍ من المواجهة مع العدو "الإسرائيلي"، كانت أولى بشائرها إطلاق المقاومة طائرة مسيّرة حلّقت في سماء فلسطين، بدون أن تلتقطها رادارات العدو، وبدون أن تتمكن مختلف دفاعاته الجوية من إسقاطها حتى وصولها إلى هدفها، وهو منزل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، في قيساريا في فلسطين المحتلة.

 


هكذا استهلت بداية المرحلة المذكورة، ما يؤشر إلى أنها ستكون حافلةً بالمفاجآت، لأن بدايتها كللت بنجاح سلاح المسيرّات في المقاومة بالوصول إلى مقر رأس السلطة في الكيان الغاصب.

 

إذًا، من البديهي أن تتصاعد وتيرة عمليات المقاومة تدريجيًا في فلسطين المحتلة، تحديدًا ضد أهدافٍ عسكريةٍ، وأن تكون المواجهات أكثر حماوةً مع جنود الاحتلال في جنوب لبنان.

 

يذكر أن حزب الله حتى الساعة لا يزال يحيّد المدنيين خلال رده على اعتداءات العدو، لكن لا بد أيضًا أن تلي هذه المرحلة مراحل مواجهاتٍ جديدةٍ مع العدو، أكثر وأشد إيلامًا من المرحلة الراهنة.


بالتزامن مع هذا التطور العسكري والأمني الذي حققته المقاومة، أي بعد وصول نيرانها إلى رأس السلطة في "إسرائيل"، وفشل جيشها في التصدي للمسيّرة في قيساريا، أمام هذا الفشل، لم يجد رئيس أركان جيش العدو هرتسي هاليفي إلا إطلاق المزيد من التهديد والوعيد للبنان، فلم يخفِ أن "جيشه يسعى إلى تحقيق مفاجآت يومية لحزب الله، وهو موقف ينطوي على أن إسرائيل استنفدت إلى حدٍّ كبيرٍ أهدافها النوعية، وبأنها تحاول إنتاج أهداف جديدة خلال الحرب"، بينما ينتقي حزب الله أهدافه الدقيقة بهدوءٍ، ويسدد ضرباته بدقةٍ، في وقت لم يجد العدو "الإسرائيلي" أمامه إلا ارتكاب المزيد من الجرائم في حق المدنيين اللبنانيين، واستهداف الأماكن السكنية، ليس إلا،

 

ولكن من دون أن يحقق جيش العدو أي من الأهداف التي تحدث عنها نتنياهو، خصوصاً عودة المستوطنين النازحين إلى شمال فلسطين المحتلة خلال أسبوعين من بدء العدوان الصهيوني الشامل على لبنان، والذي دخل أسبوعه الرابع، من دون أن يعيد رئيس وزراء العدو أي نازحٍ، لا بل على العكس، أضحت "إسرائيل" برمتها في الملاجئ، بإقرارٍ من الإعلام الغربي.

 

وللغاية عينها، لم يستطع أيضًا جيش العدو دخول قرية لبنان واحدة، وإبقاء قواته فيها. كذلك أسقطت القوة الصاروخية للمقاومة ادعاءات قادة العدو أن "طائراته الحربية تمكنت من تدمير القوة الصاروخية لحزب الله"، بينما الواضح أمام أعين الجميع، ومن خلال متابعة الوضع الميداني، تعاظم القوة الصاروخية "للحزب"، من خلال استخدامه الصواريخ بعيدة المدى التي تصل إلى حيفا وتل أبيب..

 

وفي نهاية المطاف تقاس المعارك بنتائجها، وما تؤول إليه من تحقيق الأهداف، لتُبنى عليها التفاهمات أو "التسويات" السياسية.