تراجع التبشير المتسرع بهدنة قريبة، بعدما تبين أنه لا يستند إلى وقائع، بل إلى تمنيات، أو ربما إلى قراءات خاطئة للتحول على المستوى الأميركي، حيث خفت في الساعات الاخيرة التعويل على زيارة قريبة لآموس هوكستين، في انتظار لقاء الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، الذي يبحث ملفات تدور حول الكرة الأرضية بأسرها، وليس فقط لبنان، كما أوحى بعض المتحدثين بلسان الغيب السياسي.
أما المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، فواكب التفاؤل اللبناني بوقف النار بتهديدات أعقبها تنفيذ عشرات الغارات في مختلف المناطق اللبنانية، ولاسيما في الضاحية الجنوبية، وصولاً إلى منطقة واقعة بين العبادية وبعلشميه في قضاء عاليه، ليعلن مساء أن الجيش الاسرائيلي دمّر معظم مواقع إنتاج الصواريخ ومستودعات الأسلحة التي أقامها حزب الله تحت الضاحية، على حد تعبيره.
أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر البعض في لبنان في الأيام الماضية أنه انتهى سياسياً بفعل التظاهرات التي انتهت، ضد إقالته لوزير الدفاع، فوصل به الأمر اليوم حد محاولة تأليب الشعب الإيراني ضد الدولة، فخصه برسالة جاء فيه: هناك شيء واحد يخشاه نظام خامنئي أكثر من إسرائيل وهو أنتم فلا تفقدوا الأمل.
أما لبنانياً، وفي وقت أكد الرئيس نبيه بري تمسكه بالموقف الرافض أي زيادة أو نقصان على القرار 1701، ، لم يرَ وليد جنبلاط الذي فاتَه دور الرئيس العماد ميشال عون في انجاز الترسيم البحري في مقابلة صحافية اليوم، أي تأثير للتغيير في البيت الابيض على الوضع في المنطقة ولبنان.
أما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فشدد على ان الاستراتيجية الدفاعية تشكل الترجمة الداخلية للقرار 1701، معتبراً أن الحل كي يكون مستداماً، يجب تأمين تفاهم دولي وداخلي لتسليح الجيش وتحييد لبنان عن المحاور على ان يكون ذلك مرفقا بضمانات بمنع اسرائيل من الاعتداء على لبنان. وجدد باسيل مطالبة المقاومة بأن تكون ضمن الإجماع اللبناني بالدعوة لوقف إطلاق النار والحرب وتطبيق الـ1701 وعدم التلكؤ بالمشاركة فورًا في حوار وطني يرأسه رئيس الجمهورية لوضع إستراتيجية دفاعية تنهي الخلافات حول سلاحها. وذكر باسيل بأن التيار عارض حزب الله في وحدة الساحات وجبهة الإسناد لأنه رأى فيها ضررًا على مصالح لبنان وخطرًا عليه حيث استغل العدو النقص في شَرطي الشرعية الدولية والمشروعية الوطنية لينقض على لبنان ويفرض موازين قوى جديدة.