<
17 November 2024
بين نهاية رئاسة بايدن وبداية رئاسة ترامب يقع لبنان- جمانة ناهض

فرح معظم الأميريكيين بكسر هاريس ووصول ترامب للمرّة الثّانية لرئاسة الولايات المتّحدة كما استراحت بعض دول العالم لهذه النّتيجة بخاصّة يرفضون فكرة الانقلاب التّكوينيّ للإنسان من خلال المثليّة الجنسيّة أو التّحوّل الجنسي. وككلّ عرس لبنان له قرص فارتاح اللبنانيون لوصول ترامب متنبّئين بخطّة عمل إدارته في الشّرق الأوسط لصالح لبنان، فعاشوا وهم انتهاء الحرب واستعادة لبنان لدوره ولحدوده.

إلّا أنّ اللّبنانيّين نسوا أنّ أهداف اسرائيل أكبر بكثير من التّراجع عن خطّ شمالي اللّيطاني، وأنّها مذ وُجدت في تاريخ الشّعوب تهدف إلى التّوسّع بما تعتبره حقّاً لها. وكيف يمكن أن يكون لها هذا التّوسّع بدون قضم أراضٍ من الدّول الواقعة على حدودِها بمن فيها لبنان.
وها هي مستمرّة منذ أشهر في حربها المجنونة، بتبرير مركّب شاء القدر أن تكون أرضيّته وجود حزب الله في لبنان لتتوسّع أكثر.
لكنّ الحقيقة المعروفة سلفًا أنّ تلك الدّولة العدوّة لا تهتمّ فقط بخطّ اللّيطاني أو بالجنوب أو بواقع وجود حزب الله إنّما أطماعها أبعد من ذلك وهي السّيطرة على أرض الجنوب كاملة وتدمير ما يتعلّق بالحزب، من قريب أو بعيد، وإن استطاعت لأكثر من ذلك سبيلا فلن تتأخّر.
فأطماع اسرائيل، العدوّ الأكبر، الحقيقيّة تدميريّة إلغائيّة والأصحّ إباديّة. ولكي تحقّق ذلك توسّعت في حربها وفي أساليب الحرب مستفيدة من فترة الانتقال بين رئاسة بايدن وترامب، فوسّعت بيكارها على معظم المناطق اللّبنانية غير آبهة بأخلاقيّات الحروب أو بالمعايير الدّوليّة أو بحقوق الشّعوب، تسرح وتمرح بدون حسيب أو رقيب وسط صمت مشبوه من معظم الدّول.

وها هي في اجتماع قياداتها الأخير توافقت على توسيع رقعة الاستهدافات غير مهتمّة بمحاولات بايدن الدّاعية إلى وقف الحرب، أو عارضةً الحلّ المناسب لها (وهو غير قابل للتّطبيق كونه يجسّد مصالحها فقط، وهو كفعل استسلام لبنان أمام همجيّة حربه) لوقف الحرب والّذي يقضي بضرورة التّدخّل، حين ترى الحاجة إلى ذلك، ومن يدري بحاجاتها الّتي لا حدود لها.

أتراها ستثبّت ورقة التّفاوض بشروطها بوصول ترامب؟ أو أنّ ما قرأه اللّبنانيّون بوصوله إلى الرّئاسة سيعود عليهم بالخير؟
من الواضح أنّ اسرائيل تضحك على كلّ الأطراف، على بايدن من خلال عدم التزامها بمعايير القصف، وتستبق استلام ترامب بعرقلة الاتفاق على وقف الحرب مع لبنان من خلال أحاديّة القرار عندها بما تراه مناسبًا لها فقط.

وهل تعيين ترامب لماركو روبيو وزيرًا للخارجيّة الأميركيّة، وهو المقرّب من العدو، رسالة معاكسة لأحلام اللّبنانيّين بسياسة ترامب؟ أم أنّ تعنّت العدو بضرباته وتوسيعها، والتّغيّر في سياسة ترامب سيجعل إدارته إلى تغيير بعض سياساتها لمصلحة لبنان؟
بين نهاية إدارة بايدن وبداية إدارة ترامب هل سيقع لبنان أم سينهض مجدّدًا?