<
01 December 2024
الديار: الجيش السوري يستعد لهجوم مضاد والطيران الروسي والسوري يقصف التكفيريين

بعض ما جاء في مانشيت الديار:

لعلّ من نتائج الحروب مع “إسرائيل” أن اعلامها لا يتأخر عن كشف خططها وأهدافها، مهيئا الأجواء المحيطة داخلياً وخارجياً، وهو ما تشهده اليوم سوريا من استئناف الجماعات التكفيرية حربها ضد الحكومة السورية.


من هنا يجمع المراقبون على ان المخططين لتلك اللعبة الخطرة يتجاهلون ما يمكن ان تؤدي اليه من اندلاع لحرب إقليمية ، ذلك ان سوريا تشكّل عمقاً جيوسياسياً وعسكرياً لكل من روسيا وإيران، وبالتالي لن تسمح كل من موسكو أو طهران في أن تشكّل دمشق الخاصرة الرخوة لجبهة المحور.

 

عليه تزداد المخاوف والمخاطر من سعي المتربصين في المنطقة من تفجير الألغام قبل تولي دونالد ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة، ما يهدد بحصول تدهور دراماتيكي للحرب على الجبهة الروسية - الأوكرانية، ودخول القواعد الأميركية في منطقة الخليج وتركيا على خط التطورات الميدانية، ما يعني انفجار الوضع بشكل كامل، وهو ما يفتح الاحتمالات على تدحرج ناري لأحجار الدومينو، وحينها من غير المستبعد أن تتحقق نبؤات الحرب العالمية الثالثة.

 

وفيما قال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف إن ليس لديه ما يقوله بشأن وجود الرئيس السوري في موسكو، افيد ان الاخير وصل إلى موسكو، في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً، لبحث ملفات استراتيجية تتعلق بمستقبل سوريا السياسي والعسكري، حيث اشارت المعلومات الى ان الزيارة التي تم الإعداد لها منذ أوائل تشرين الثاني الجاري، تتناول قضية أساسية، وهما إعادة إحياء المحادثات المتوقفة لتطبيع العلاقات مع تركيا، وفقا لمصادر اعلامية.


واضح ان القوات المسلحة السورية تتصدى لهجوم كبير تشنه الجماعات الارهابية على محاور واسعة على جبهتي حلب وادلب. حيث اعلن الجيش السوري أن التنظيمات الإرهابية تشن بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة، هجوماً واسعاً من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب.

 

وزير الخارجية الإيراني في تركيا

سياسياً، تتوجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى تركيا غداً، حيث من المتوقع أن يناقش ملفات تتعلق بالأوضاع الميدانية في سوريا ومساعي إعادة إحياء المفاوضات بين دمشق وأنقرة.

 

من جانبها، أكدت روسيا أنها لن تسمح بزعزعة الاستقرار في سوريا، نظراً لأهميتها الجيوسياسية والعسكرية في معادلة الصراع الإقليمي.

 

وفي ظل التصعيد الميداني، حذرت موسكو من مخاطر تحول سوريا إلى خاصرة رخوة لمحور المقاومة، ما قد يدفع باتجاه تداعيات إقليمية ودولية خطيرة.

 

معارك ضارية

وأوضحت القوات المسلحة السورية أنها تخوض معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء وأصيب آخرون.

 

وأشار البيان إلى أن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد.

 

ومع استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية، وذلك ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعداداً للقيام بهجوم مضاد.

 


وأكد الجيش السوري أن” هذا الإجراء الذي اتخذته هو إجراء مؤقت وستعمل بكل الوسائل الممكنة على ضمان أمن وسلامة أهلنا في مدينة حلب، وستواصل عملياتها والقيام بواجبها الوطني في التصدي للتنظيمات الإرهابية لطردها واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل المدينة وريفها”.

 

في هذا الوقت واصل الطيران الحربي السوري والروسي استهدافه لتجمعات وأرتال الجماعات المسلحة المشاركة في الهجوم الكبير الذي تشنه على مدينة حلب وريفها الغربي.

 

وأفادت مصادر اعلامية أن الطائرات الحربية قصفت رتل عربات ضخم للمجموعات المسلحة أثناء تراصفها في محيط دوار الباسل تمهيدا لدخولها حي الفرقان غرب مدينة حلب، وكبدتهم خسائر فادحة.

 

وذكرت وكالة “تاس” أن “القوات الجوية الروسية تنفذ ضربات صاروخية وقنابل، دعما للجيش السوري، على معدات ومسلحين تابعين لجماعات غير شرعية ومراكز قيادة ومستودعات ومواقع مدفعية للإرهابيين”، مضيفة أن “العمليات مستمرة”.


هذا وتتواصل الاشتباكات على محاور مختلفة من مدينة حلب وريفها الغربي وصولا الى ريفها الشمالي، حيث تحاول الجماعات المسلحة تحقيق خروقات إضافية للسيطرة على المدينة.

 

ونجح الجيش السوري في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقاً نفّذتها المجموعات المسلحة الإرهابية خلال الساعات الماضية، ضمن هجومها على نقاط للجيش في ريفي حلب وإدلب.

 

وأكد الجيش السوري أنّ قواته تستمرّ في تعزيز جميع النقاط على محاور الاشتباك المختلفة، بالعتاد والجنود، بهدف منع خروق الإرهابيين.

 

كذلك، كبّد الجيش السوري التنظيمات الإرهابية خسائر فادحةً، بحيث أوقع في صفوفها المئات من القتلى والمصابين، ودمّر عشرات الآليات والعربات المدرّعة، وأسقط ودمّر 17 طائرةً مسيّرة.

 

كما استهدف الجيش السوري خطوط الإمداد للجماعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب، والتي تتوافد عبر المعابر مع تركيا.

 

يأتي ذلك بعدما بدأ الجيش السوري بامتصاص الهجمة القوية التي نفّذتها المجموعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب، بحيث شنّ هجوماً معاكساً في اتجاه المواقع التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في جنوبي شرقي إدلب.

 

وكبّدت القوات السورية الإرهابيين خسائر كبيرةً، شملت 400 قتيل، على الأقل، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أوليغ إيغناسيوك، الذي شدّد على أنّ الجيش السوري “يقاتل بشراسة، بدعم من القوات الجوية الروسية”.

 

يُذكر أنّ الجماعات المسلحة الارهابية تمكّنت من الدخول والسيطرة على أحياء في مدينة حلب، وقامت وحدات الجيش السوري بإعادة الانتشار نحو مطار حلب الدولي، لمنع تدمير المدينة، فيما تقوم طائرات الجيش باستهداف تجمعات المسلحين في المدينة وريفها. وشنّ الطيران السوري – الروسي امس الجمعة غارات استهدفت تحركات المسلحين في محيط مدينة مارع، شمالي حلب.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان طائرات حربية شنت ، غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ عام 2016.واستهدفت الغارات حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية للفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقا”.

 

وتوغلت المجموعات الارهابية داخل أحياء مدينة حلب، وقالوا انهم سيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون، فيما انتشرت مشاهد لهم وهم يحتفلون في ســاحة سعد الله الجابري وسط حلب. وأسفرت الضربات الجوية السورية وعمليات القصف البري عن مقتل العشرات من التنظيمات المسلحة الارهابية بقيادة “هيئة تحرير الشام”.

 

بدوره، أعلن مركز التنسيق الروسي في سوريا، انه بينما تتواصل المعارك، التي يخوضها الجيش السوري، ضدّ الإرهابيين، قُتل أكثر من 200 مسلح في ريفي حلب وإدلب، الجمعة.

سلامي

الى ذلك أكّد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء حسين سلامي، أنّ الخاسرين في قطاع غزة ولبنان يقودون اليوم الهجمات المسلحة في سوريا. وقال اللواء سلامي، خلال رسالة تعزية باستشهاد المستشار العميد كيومرث بورهاشمي، والذي استُشهد قبل أيام خلال المعارك ضد المسلحين في ريف حلب الغربي، إنّه “في أعقاب الهزيمة الاستراتيجية، التي تلقاها الكيان الإسرائيلي في قطاع غزّة ولبنان وعدم تمكّنه من تحقيق أهدافه، أطلقت الجماعات الإرهابية هجماتٍ جديدة ضد الشعب السوري”.

الديار