ماذا بعد رحيل الأسد؟! بين سقوط حلب وسقوط دمشق بضعة أيام تخللتها مناوشات عسكرية محدودة وشكليّة لم تصل إلى حدّ الحرب والدماء، بل كان السقوط سلمياً ومفاجئاً، وعلى الأرجح كان تسليماً وإستسلاماً… لماذا وكيف حصل كل ذلك، وماذا بعد؟! هذه الأسئلة ستظهر الأجوبة عليها تباعاً من خارج الشائعات المتداولة اليوم… ماذا عن لبنان، يقول الواقع أنّ المقاومة تلقّت خلال سنة ضربات هائلة من إسرائيل ولم تستسلم، لكن الضربة التي جاءت بسقوط سوريا كانت الأسوأ… وماذا أيضاً؟!، كما قُلت دائماً، في لبنان دولة الطوائف والطائفية، وبوجود المقاومة أو ضعفها، أثبتت الحروب الأهلية المتعاقبة أنّ الضعيف قويّ والقويّ ضعيف، ولا أحد يستطيع أن يلغي أحداً حتى ولو تملّكَتْ بعضهم أحياناً نشوة القوّة أو الإنتصار… والشيء الوحيد الذي يمكن أن يخدم به اللبنانيون أنفسهم بعد التطوّرات السورية هو أن يعيدوا تكوين دولتهم بأسرع ما يمكنهم، ولعلّ أوّل الثمار الإيجابية لما جرى هناك، لصالح الأمن والإقتصاد في لبنان، هو سقوط الذرائع والأسباب السياسية والأمنية التي تبرِّر بقاء النازحين فيه…