في ليلة الميلاد، نصلّي.
من أجل المرضى أينما كانوا، ولاسيما من يعانون أمراضاً مزمنة أو مستعصية، ومن يزداد مرضُهم مرضاً لصعوبة الحصول على الدواء والعلاج، نصلّي.
من أجل جميع العائلات كي تبقى موحدة، في الأرض كما السماء، وبشكل خاص، العائلات التي تعاني تفككاً أسَرياً، أو التي تباعد أفرادها بفعل الهجرة أو النزوح، أو تلك التي فقدت أماً أو أباً، أختاً أو أخاً، صديقاً أو حبيباً، ولاسيما عائلاتُنا اللبنانية التي قدمت أكثر من أربعة آلاف شهيد وآلاف الجرحى في الحرب الاخيرة، نصلّي.
من أجل جميع الناس الذين نلتقي بهم ويرحلون، أو نتعرف إليهم ويغادرون، من دون أن ندرك قيمتَهم وأهميتَهم وهم أحياء يرزقون، ولاسيما من تُشوَّه سمعتُهم ويُزوَّرُ تاريخُهم، وتُشن ضدَّهم حملات الاغتيال المعنوي ظلماً وقهراً، نصلّي.
من أجل كل البلدان التي تعاني أزمات وويلات، وتعيش يومياً مآسي الحروب وكوارث الدمار، ولاسيما لبنان وفلسطين وسوريا وكل نقاط النزاع الساخنة حول العالم، كي تنعم بالاستقرار والازدهار والعدالة، نصلّي.
من أجل جميع المعذبين من أجل الحرية، والمضطَّهدين في سبيل معتقد أو فكرة، أو الخائفين والقلقين من عذاب أو اضطهاد، نصلّي.
من أجل أن تدرك كلّ الشعوب ما أغدق الله عليها من نِعَم، سواءٌ على المستوى المادي أو المعنوي، فتوظفه في سبيل الخير لا الشر، والسلام لا الحرب، نصلّي.
من أجل أن يعرف كل إنسان، ويدرك كل شعب، الوزنات الممنوحة إليه من الخالق، فيضعها في تصرف الفقراء والمساكين والمرضى والجائعين، ولا يسخِّرها لتعزيز النفوذ ونزعة السيطرة والتسلط، نصلّي.
ليلة الميلاد، لا مكان للسياسة: فيها يُمَّحى البغض وتزهر الأرض، ويولد يسوع المسيح، عمّانوئيل، الله معنا. وإذا كان الله معنا، مع كل إنسان منا، وكل شعب من شعوبنا، فمن علينا؟ وإذا كان الرب نورَنا وخلاصَنا، فممن نخاف؟
ولد المسيح هللويا، وكل عيد وانتم بخير.