يبدو أن سياسات "أميركا أولا" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، سيكون لها عواقب وخيمة على الدول الناشئة، ففي رسالة تحذيرية قال بنك الاستثمار الأميركي جيه.بي مورغان، الخميس، إنه من المحتمل أن تشهد الأسواق الناشئة "توقفا مفاجئا" وخيم العواقب لتدفقات رؤوس الأموال بسبب سياسات ترامب التي ستحفز الاقتصاد الأميركي وتسحب الأموال من الدول الأفقر.
ويخشى محللون توقفا مفاجئا لتدفقات رأس المال لأن هذا سيحرم الاقتصادات من الأموال التي تحتاجها للنمو أو حتى لمجرد الاستمرار.
وتشير مؤشرات داخلية لجيه.بي مورغان إلى حدوث "تخارج صاف للتدفقات الرأسمالية" بقيمة 19 مليار دولار من الاقتصادات النامية باستثناء الصين في الربع السابق، مع توقع خروج 10 مليارات دولار أخرى في الربع الأول من العام الجاري.
وقال البنك في مذكرة بحثية "ببساطة، وباستخدام التعريف الأكاديمي الذي يشيع قبوله، فهذا يشير إلى أن الأسواق الناشئة باستثناء الصين على وشك توقف مفاجئ"، وإن هذه الظاهرة "يتعين عدم التعامل معها باستهانة".
وهناك بعض التحذيرات في الوقت الراهن.
ولا ينشأ التباطؤ الحالي في تدفقات رأس المال عن حدث مرتبط بالأسواق الناشئة، بل بسبب تشديد الظروف المالية على مستوى العالم لأن تعهدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية وخفض الضرائب عزز احتمال بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول.
وأضاف جيه.بي مورغان أنه مع وضع هذا في الاعتبار "ليس هذا وضع تتعرض فيه بلدان أسواق ناشئة بعينها لضغوط وتواجه ضغوطا في ميزان المدفوعات أو العملة كما كان الحال بين عامي 1998 و2002 وعامي 2013 و2015".
وكتب المحللون أن القضية لا تتعلق أيضا باقتصاد أميركي ضعيف دفع إلى موجة بيع تحوطية عالمية "بل القضية تتعلق باقتصاد أميركي قوي ومخاطر سياسات تسحب التدفقات من الأسواق الناشئة".
وقال البنك إن مسار تطورات الوضع من الآن سيتوقف على ما سيفعله ترامب ومدى قوة البيانات الأميركية الرئيسية في الوظائف والتضخم ومبيعات التجزئة بما يكفي للتأثير على تحركات أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وحتى إذا حدث توقف مفاجئ في الأسواق الناشئة، فستتمكن أغلب الاقتصادات من امتصاص تلك الصدمة. وقال جيه.بي مورغان إن الاقتصادات الأكثر عرضة للخطر هي رومانيا وماليزيا وجنوب أفريقيا وهنغاريا.