<
31 January 2025
سوريا: «أسلمة» المؤسسات تتمدّد

الأخبار: لمى علي-

بعد شهر على إعلان الإدارة الجديدة في سوريا فتح باب الانتساب للتطوّع في أجهزة الأمن العام والشرطة، تم تخريج عدد من المتطوّعين الشباب في محافظتَي دمشق ودرعا، وصل عددهم إلى حوالي 700، سيبدأون مهامّ عملهم في السلك الأمني الذي تم تسريح جميع عناصره مع سقوط النظام السابق.

 

لكن هذا العدد يبقى متواضعاً جداً قياساً إلى حاجة إدارة العمليات العسكرية إلى عدد كبير من العناصر، في ظلّ توسيع الحملات الأمنية والتفتيش في المحافظات.

 

ويبدو واضحاً أن الإطار العام للجهاز الأمني الجديد تطغى عليه صبغة إسلامية واضحة، تتجلّى مثلاً في علوّ صيحات التكبير في حفلات التخرج، بعد اجتياز المتطوعين دورات تدريبية «شرعية» وعسكرية، وتركيز الكلمات الختامية للمناسبة على التعاليم الإسلامية، وضرورة التعامل «وفق شرع الله».

 

وإذ لاقت تلك الخطوة تأييد فئة من السوريين، فإن آخرين رفضوا مثل هذه المظاهر الدينية في مؤسسة حكومية حسّاسة «يجب أن تضمّ مختلف شرائح المجتمع».

 

وعبّر جورج. م، لـ«الأخبار»، عن امتعاضه ممّا جرى، قائلاً: «أنا كمسيحي أرغب في الانتساب إلى الأمن أو الشرطة للدفاع عن بلدي، لكن شعرت بأنه غير مرحّب بي، أو أن الجهات المختصّة لا تهتمّ لوجودي في هذا المكان».

 

يحمل المشهد العام للجهاز الأمني الجديد تغييرات واضحة، وخصوصاً لجهة وجود صبغة إسلامية ترافق بعض التفاصيل


وفي السياق ذاته، عدّلت وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة عدداً من شروط قبول المنتسبين لأجهزة الأمن والشرطة عمَّا كانت عليه سابقاً، من بينها شرط العمر الذي أصبح في حدّه الأعلى 30 عاماً بدلاً من 26 عاماً في عهد النظام السابق، مع تسهيلات في معايير الصحة الجسدية واللياقة البدنية، بالنظر إلى أن الإدارة تسعى إلى فتح المجال لأكبر عدد من المتطوّعين.

 

من جهته، يتحدث عنصر قيادي سابق في سلك الشرطة، عن اختلاف بالشكل الخارجي في عناصر الأمن العام والشرطة بين عهد الإدارة الجديدة وعهد النظام السابق، إلى جانب الاختلاف في المضمون العقائدي، إذ يقول، لـ«الأخبار»: «كان ممنوعاً علينا منعاً باتاً إظهار أيّ من طقوس العبادة، فالتوجيه العقائدي ينصبّ في إطار الوطن لا الدين.

 

أما اليوم، فأصبحت الصبغة الدينية الإسلامية واضحة»، إضافة إلى «غياب الالتزام الصارم باللباس والهندام كما كان عليه. حتى موضوع حلق اللحى الذي كان أساسياً، أصبح اليوم خياراً غير ملزم».

 

ويشير أيضاً إلى الاختلاف لجهة مدّة الدورة المتّبعة للعناصر قبل التخرّج، حيث كانت تمتدّ على تسعة أشهر في ما مضى، وأصبحت اليوم 21 يوماً، في حين يتم تجهيز العناصر بالسرعة القصوى لبدء العمل، على أن تتم متابعة تأهيلهم لاحقاً.

الأخبار