<
06 February 2025
شو الوضع؟ مسرحية الحكومة بمعاييرها المزدوجة تتعثّر في انتظارِ فصلٍ آخر... بري يرفُض "حكومة مبيض" ومؤتمر صحافي لباسيل غداً

تحولّت إشكالية تأليف الحكومة والأحلام الوردية إلى مسرحية، لكن سمِجة. ذلك أن المعايير المزدوجة، والقواعد المتبدلة، ونغمة شيطنة "الأحزاب"، ومحاولة إرضاء "الثنائي الشيعي" ثم العودة إلى تسمية وزير شيعي خامس من حصة الرئيس المكلف، كلها مشاهد حولت "الملهاة" إلى مأساة وباتت تثير قلق اللبنانيين المنتظرين "بقعة ضوء" بأيِّ ثمن.

 

أحزابٌ تشارك لكن لا تعرف من هم وزراءها. أحزاب أخرى يحاولون فرض الوصاية عليها سعياً للإقصاء، من دون معرفة السبب. يُرضى وليد جنبلاط، والسبب مجهول – معلوم. كل هذا الترف والإزدواجية، فيما تُطبِق على لبنان التحديات الخطيرة من واشنطن ترامب المهدِّ بتوطينٍ يُبقي ولا يذَر، وصولاً إلى الإصرار على الإحتلال في الجنوب، ناهيكَ عن الإصلاح في مجتمع منقسم.

 

وبعدما كانت الإحلام الوردية في التأليف وصلت إلى أوجها ظهر اليوم مع وصول الرئيس المكلف نواف سلام إلى قصر بعبدا إضافة إلى أمين عام مجلس الوزراء، انقلبت إلى تجهم ورفض للتصريح، فيما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يغادر من بابٍ آخر للقصر الجمهوري.

 

السبب المعلن للتعثر هو إصرار سلام على تسمية لميا مبيض الوزيرة الشيعية الخامسة، فما كان من بري إلا أن دعاه إلى تأليف "حكومة مبيض"، قبل أن يخرج من الإجتماع. لكن وراء الأكمة أكثر من وزير شيعي خامس، فالمشكلة باتت متصلة بإصرار أميركي على تحجيم الثنائي الشيعي، ومنعه من حيازة كامل التمثيل الشيعي القادر على التحول إلى "قنبلة ميثاقية موقوتة"، ساعة يشاء "الثنائي".

 

وأمام هذا التعثر المقلق، والإصرار على مسار لا يراعي واقع البلد ولا واقع التمثيل النيابي، لا بل يتجه إلى تكرار أمثلة العزل والإقصاء، يطل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل غداً الجمعة في مؤتمر صحافي ظهراً، يحدد فيه موقف "التيار" بعد تكريس النيات الإقصائية تجاهه، ويرسم آفاق التعاطي مع أي واقع حكومي جديد.

 

على خط آخر، وفيما عيون اللبنانيين متجهة جنوباً، أتت التهديدات من الشرق، وتحديداً من جانب مسلحي "هيئة تحرير الشام" الذين اقتحموا قرية الحاويك في قضاء الهرمل، وسط اشتباكات مع الأهالي والعشائر، في ظل تعزيزات كثيفة للجيش اللبناني.