<
21 February 2025
باسم السبع: محاولات يائسة لتشويه الحقائق - سامر الرز

إنّ خروج البعض من انكفائهم بعد هذا السبات الطويل لزجّ اسم التيار الوطني الحرّ في تظاهرة يدعو إلى الحيرة والتساؤل.

لذلك وفي إطار المساعي المستمرّة لبعض رموز النّظام السّوري الغابر وأتباعه في لبنان لتزييف الوقائع التاريخيّة وتشويه المحطّات المفصليّة في مسيرة الشّعب اللبنانيّ نحو الحرية والسيادة، خرج المدعو باسم السبع، أحد أرباب ومنظّري حقبة الوصاية السورية، راكبي موجة " الشرعي ، الضروريّ والمؤقت " بادعاء مفاده "أنّ التيار الوطني الحرّ كان مشاركًا في تظاهرة ٨ آذار ٢٠٠٥".

إنّ هذا الادّعاء ليس سوى محاولة بائسة لقلب الحقائق المعروفة لدى اللبنانيّين جميعهم، ولا يمكن لمن عايش تلك المرحلة أن ينسى مواقف الأطراف السياسيّة في تلك الحقبة. فالتّظاهرة الّتي جرت في ٨ آذار ٢٠٠٥ جاءت بدعوة وتنظيم من القوى التابعة للنظام السوري آنذاك، والّتي كانت تسعى إلى تلميع صورة وجوده في لبنان تحت شعار “شكرًا سوريا”. أمّا التيّار الوطني الحر فقد كان في ذلك الوقت، بقيادته وقواعده، على الضفّة الأخرى من المشهد، مطالبًا بجلاء هذا الاحتلال واستعادة القرار الوطنيّ الحرّ. لا بل أن الجميع يعرفون ويتذكرون، أن التيار الوطني الحر كان المبادر الأول للتضامن مع تيار المستقبل بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وكان كوادره وقياداته الشبابية أول النازلين إلى الساحة، وهم أرباب الإعتراض في الشارع...

قد يظنّ السبع أن بإمكانه ترديد ما يشاء من مزاعم دون أن يُسائلَه أحد، لكنّه واهم. فالمعركة ضدّ التزوير والتشويه مستمرّة، تمامًا كما استمرّت معركة تحرير لبنان حتى تَحَقَّقَ الإنسحاب السوري عام ٢٠٠٥.

إنّ ما يتجاهله باسم السبع وأمثاله أنّ الشعب اللّبناني، بوعيه وذاكرته الحيّة، لا يزال يذكر دور التيار الوطني الحرّ في تلك المرحلة، سواء في رفض التمديد للرئيس إميل لحود أو في المطالبة بانسحاب الجيش السوري وإنهاء زمن “الضروري والمؤقت” الذي لطالما سوّقه أمثاله لتبرير استمرار الوصاية. كما أنّ مشاركة التيار الفاعلة في تظاهرة ١٤ آذار، كانت من أبرز العوامل التي رسخت دوره كرافعة وطنيّة وشعبيّة في معركة استعادة السيادة.

لذا، فإنّ محاولات قلب الحقائق أو تبييض صفحات سوداء في تاريخ لبنان، كما يفعل هذا السبع غير الموصوف باسمه، لن تُجدي نفعًا. فالشهود على تلك الحقبة لا يزالون حاضرين، وأصحاب الذاكرة الطيّبة لا ينسون من وقف إلى جانبهم في معركة التحرير ومن تواطأ مع المحتل ضد مصالح وطنه.
وفي الختام، نقول له ولامثاله: مهما حاولتم تزييف الوقائع، ستظل الحقيقة واضحةً كالشمس، وستبقى ذاكرة اللبنانيين حصنًا منيعًا في وجه كل من يحاول طمس تاريخ النضال الوطني وتشويه صورة من حملوا لواء الحرية والسيادة والاستقلال في أحلك الظروف.