استقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في البيت الأبيض، في لقاء جمع بين المصافحات القوية، والابتسامات، والمجاملات، إضافة إلى لحظة كشف فيها ترامب عن موقف طريف تعرض فيه لـ"الخداع" خلال اجتماع سابق مع ماكرون في باريس.

وخلال اللقاء، وصف ترامب نظيره الفرنسي بأنه "عميل ذكي"، وهو يربت على ذراعه، مشيرًا إلى واقعة حدثت بينهما سابقًا، عندما تحدث ماكرون بالفرنسية عن صفقة تجارية، ليكتشف ترامب لاحقًا أن ما قاله لم يكن مطابقًا لما نقله إليه.

وقال ترامب مازحًا: "لقد باعني"، مضيفًا أنه قرأ في اليوم التالي تفاصيل ما قاله ماكرون باللغة الفرنسية، ليكتشف أن الاتفاق لم يكن كما تصور.

ضحك ماكرون وردّ بمسك يد ترامب، حتى أنه بدا وكأنه يمسح دمعة من البهجة من زاوية عينه. وأثناء توجههما إلى الجناح الغربي، تبادلا عناقًا ومصافحة قوية، على غرار اللقاءات السابقة بينهما، والتي اشتهرت بمصافحات ترامب القوية التي غالبًا ما تحمل طابع استعراض القوة.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك، وبعد تبادل التصريحات الافتتاحية، تبادلا مصافحة أخرى وابتسامة ودية، فيما أشاد كل منهما بالآخر، وقال ماكرون أن "صداقتهما تمتد منذ الولاية الأولى لترامب"، فيما أثنى ترامب على جهود ماكرون في ترميم كاتدرائية نوتردام بعد الحريق الذي تعرضت له. وفي ختام المؤتمر، وجه ترامب تحية إلى زوجة ماكرون قائلاً: "قل مرحبًا لزوجتك الجميلة".

وتعكس هذه اللقاءات مدى الرمزية التي تحملها الدبلوماسية الدولية، إلا أن ترامب وماكرون لطالما كانا صريحين في استخدام لغة الجسد كأداة دبلوماسية واستعراض للقوة، فمنذ لقائهما الأول، حرص ماكرون على مجاراة المصافحات القوية لترامب، التي طالما استخدمها في لقاءاته مع قادة العالم.

على صعيد آخر، تناول الاجتماع بين الزعيمين ملف الحرب في أوكرانيا، حيث أشار ماكرون إلى أنه من الممكن التوصل إلى هدنة خلال الأسابيع المقبلة، وأضاف: "أولًا، نحن بحاجة إلى هدنة، وأعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك قريبًا".

وأكد أن هناك "تقدمًا جوهريًا" بعد محادثاته مع ترامب، مشيرًا إلى وجود مشاورات ملموسة حول خطة عمل تهدف إلى تحقيق سلام دائم بمشاركة أوكرانيا.